قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 7 أبريل/نيسان 2022، إن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، من المقرر أن تقوم بزيارة هي الأولى من نوعها منذ نحو ربع قرن إلى تايوان، فيما شدّدت الصين على رفضها التام بشدة لتلك الزيارة المرتقبة.
حيث ستكون هذه الزيارة الأولى لرئيسٍ لمجلس النواب الأمريكي، لا يزال في منصبه، منذ زيارة نيوت جينجريتش لجزيرة تايوان في عام 1997، وفقاً للوكالة الأمريكية.
كما أن تلك الزيارة ستكون الأحدث في سلسلة من الزيارات التي قام بها مسؤولون أمريكيون بارزون لتايوان خلال الأعوام الماضية، والأرفع مستوى خلال رئاسة جو بايدن لأمريكا.
فيما أكدت وسائل إعلام تايوانية ويابانية، من بينها شبكة فوجي الإخبارية، نقلاً عن مصادر لم تكشف عن هويتها، أن بيلوسي ستصل إلى تايبيه، يوم الأحد 8 أبريل/نيسان، عقب زيارة لليابان.
بينما رفض مكتب بيلوسي، في اتصال من وكالة "بلومبرغ"، تأكيد ما إذا كانت رئيسة مجلس النواب ستزور تايبيه، منوهاً ببروتوكولات أمنية راسخة.
كما رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية، جوان أو، التعليق خلال مؤتمر صحفي عند سؤالها بشأن زيارة بيلوسي، قائلة إن الحكومة ستصدر بياناً "في الوقت المناسب".
غضب صيني
في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، الخميس، أن بلاده تعارض بشدة زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان.
في حين طالب "ليجيان" الجانب الأمريكي بإلغاء الزيارة على الفور، ووقف جميع التبادلات الرسمية مع تايوان التي تتمتع بحكومة منتخبة ديمقراطياً، وتعيش على وقع تهديدات الصين.
صفقة عسكرية بين أمريكا وتايوان
في سياق متصل، وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على بيع تايوان تجهيزات عسكرية بقيمة قد تصل إلى 95 مليون دولار، في ثالث صفقة من نوعها منذ توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2021.
إذ قالت وكالة التعاون في مجال الأمن والدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، الثلاثاء 5 أبريل/نيسان الجاري، إن الصفقة من شأنها "المساعدة على صون وصيانة نظام صواريخ باتريوت في تايوان وضمان استعداده لعمليات جوية".
البيان الأمريكي أشار إلى أن الأجهزة وخدمات التدريب التي تقدمها واشنطن لتايوان لديها "قوة ردع في وجه التهديدات الإقليمية ويمكنها تعزيز نظام الدفاع عن أراضي الجزيرة"، مؤكداً أن الصفقة ستسمح لتايوان بحماية أراضيها في ظل "التوسّع العسكري المتواصل للصين واستفزازاتها".
بحسب الخارجية التايوانية، من المرتقب إتمام الصفقة في غضون شهر.
يذكر أنه تمّت الموافقة على صفقة مماثلة في فبراير/شباط الماضي، لتزويد تايوان بتجهيزات وخدمات بقيمة 100 مليون دولار مخصصة لأنظمة الدفاع الجوي، فيما جاءت الصفقة الأولى في أغسطس/آب المنصرم.
فيما يشكّل "باتريوت"، وهو نظام صواريخ أرض ـ جو يمكن تحريكه بسرعة، أداة دفاعية أساسية لمواجهة الطائرات الحربية الصينية.
اختراق الطائرات الصينية
تجدر الإشارة إلى أن تايوان شهدت في الأشهر الأخيرة تصاعداً في اختراق الطائرات العسكرية الصينية لأجوائها الدفاعية.
تعد تايوان قضية محورية للصين التي ترفض أي محاولات لأنصار الاستقلال، لسلخ الجزيرة عن الصين، وتؤكد أنها لن تتوانى عن حماية أمنها الإقليمي وسيادتها.
بينما أصبحت الصين عام 1945 عضواً مؤسساً بالأمم المتحدة وإحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، إلا أن خسارتها الحرب الأهلية (القوات القومية) عام 1949 دفعت بأعضاء الحكومة للهرب إلى تايوان وتشكيل حكومة هناك، فيما أسس الشيوعيون في الصين بزعامة ماو تسي تونغ، جمهورية الصين الشعبية.
يذكر أن بكين تتبنى مبدأ "الصين الواحدة" وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخول لها تمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكرياً إذا أعلنت تايوان الاستقلال.
لكن لا تعترف باستقلال تايوان، سوى 22 دولة.