أعلن مسؤول أوكراني، الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، استهداف القوات الروسية حافلات مهمتها إجلاء مرضى وطاقم طبي من مدينة خاركيف شرقي البلاد، ومقتل سائق حافلة ضمن القافلة.
حيث أوضح رئيس الإدارة العسكرية لمدينة خاركيف، أوليغ سيناغوبوف، في تصريح للإعلام المحلي، أن القوات الروسية فتحت النيران على حافلات كانت من المخطط أن تدخل إلى خاركيف لإجلاء طاقم مستشفى منطقة بالاكليا.
سيناغوبوف أكد مقتل سائق حافلة ضمن قافلة حافلات الإجلاء، وفق التقديرات الأولية.
فيما أضاف أن طاقم المستشفى والمرضى يحاولون مغادرة المدينة بمفردهم، إثر إعاقة الجيش الروسي عملية إجلائهم من خاركيف، بحسب اتفاق سابق مع الجانب الروسي.
كان مستشفى بالاكليا المركزي قد تعرض، السبت، لأضرار جراء تعرضه لنيران روسية.
على إثر ذلك، أعلنت الإدارة المحلية في المنطقة، ضرورة إجلاء ما يقرب من 70 فرداً بينهم مرضى وطاقم المستشفى على الفور.
قتال متواصل
في غضون ذلك وردت أنباء عن قتال، الأحد، في عدة مناطق من أوكرانيا.
إذ قال حاكم منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا إن القصف استمر طوال الليل والنهار.
في حين ضربت صواريخ مواقع قرب ميناء أوديسا الجنوبي، وقالت روسيا إنها دمَّرت مصفاة نفط يستخدمها الجيش الأوكراني. وقال مجلس مدينة أوديسا إن "مرافق البنية التحتية الحيوية" تعرضت للقصف.
من جهته، أفاد دميترو لونين حاكم منطقة بولتافا بوسط البلاد بأن مصفاة نفط كريمنشوج الواقعة على بعد 350 كيلومتراً شمال شرقي أوديسا دُمِّرت في هجوم صاروخي منفصل السبت.
كما قال شاهدان لوكالة رويترز إن دوي انفجارين في مدينة بيلغورود الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا سُمِع، الأحد، بعد أيام من اتهام السلطات الروسية للقوات الأوكرانية بقصف مستودع وقود هناك.
جهود الإجلاء
كان من المقرر أن تتواصل جهود الإجلاء في مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق البلاد وبيرديانسك المجاورة بقافلة من الحافلات يتم تجهيزها بمساعدة الصليب الأحمر.
بينما تراجعت اللجنة الدولية عن محاولاتها السابقة لدواعٍ أمنية، إلا أن روسيا حمَّلت اللجنة الدولية مسؤولية التأخير.
وماريوبول هي الهدف الرئيسي لروسيا في منطقة دونباس بجنوب شرق أوكرانيا، ويوجد عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين هناك منذ أسابيع مع صعوبة الحصول على الطعام والماء.
يأتي ذلك في الوقت الذي لم تكُن هناك فيه مؤشرات تذكر على انفراجة في جهود التفاوض على إنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أسابيع، رغم أن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي قال إنه من المقرر استئناف المحادثات، الإثنين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.
كذلك أوضح ميدينسكي أنه في حين أظهرت أوكرانيا مزيداً من الواقعية من خلال الموافقة على أن تكون دولة محايدة وأن تتخلى عن الأسلحة النووية وألا تنضم إلى تكتل عسكري وأن ترفض استضافة قواعد عسكرية، لم يكُن هناك تقدم بشأن مطالب روسيا الرئيسية الأخرى، مضيفاً: "أكرر مراراً وتكراراً، موقف روسيا من شبه جزيرة القرم ودونباس لم يتغير".
يشار إلى أن روسيا ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، واعترفت باستقلال جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك، اللتين أعلنتا من جانب واحد، في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.