ملف المهاجرين والرحلات الجوية وأسعار الغاز.. هذه أبرز الاتفاقيات التي ستُراجعها الجزائر مع إسبانيا

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/03 الساعة 12:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/14 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو شانسيز ونضيره الجزائري السابق عبد العزيز جراد (Getty images)

مرت الجزائر إلى السرعة القصوى بعد توتر علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها الشمالية إسبانيا، بعد تغيير الأخيرة موقفها من نزاع الصحراء. 

وبمجرد إفراج الخارجية المغربية عن رسالة من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عبّر فيها عن دعمه لمقترح المغرب، المتعلق بالحكم الذاتي لإنهاء نزاع الصحراء، سحبت الجزائر سفيرها من مدريد للتشاور، وتوعدت بردٍّ قاسٍ وفق ما أوردته وكالة "إيفي" الإسبانية. 

وحسب ما كشفه مصدر لـ"عربي بوست" فإن الجزائر أقرّت عقوبات مبدئية في ثلاثة مجالات، تتعلق بملف الهجرة غير الشرعية والغاز والنقل الجوي. 

وقال مسؤول جزائري إن الحكومة قررت إجراء "مراجعة عامة" لجميع الاتفاقيات التجارية التي أبرمتها مع إسبانيا.

واستبعد الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية شكيب قايد، أن تكون هناك عواقب فورية في بيع الغاز والنفط، رغم أنها ستترك الباب مفتوحاً أمام عدم تجديد العقود الحالية التي تم تمديدها مؤخراً حتى عام 2030. 

الدبلوماسي الجزائري قال لصحيفة "E Comercio" الإيطالية خلال وجوده وسط الأسبوع الماضي في العاصمة روما، "من الواضح أن الجزائر ستراجع كل الاتفاقات مع إسبانيا في كل المجالات، لترى كيف ستتطور العلاقة في المستقبل". 

الهجرة 

كشف مصدر مطلع لـ"عربي بوست" أن الجزائر أوقفت العمل باتفاقية تسلّم المهاجرين غير الشرعيين، بمعنى أنها لن تقبل بعد اليوم تسلّم أي مهاجر غير شرعي وصل إلى إسبانيا انطلاقاً من الجزائر. 

وتتسلم الجزائر آلاف المهاجرين سنوياً من إسبانيا، بموجب اتفاقية بين البلدين. 

ويبدو أن الجزائر تسعى لاستغلال نفس الورقة التي ضغطت بها الرباط على مدريد من أجل تغيير موقفها التاريخي من نزاع الصحراء. 

ولطالما كانت الجزائر محل إشادة من الحكومات الإسبانية المتعاقبة في ملف الهجرة غير الشرعية، إذ لا تسمح بأن تكون منطقة عبور للمهاجرين الأفارقة، فضلاً عن قبولها تسلم المهاجرين الجزائريين الموقوفين في إسبانيا. 

ولم يسبق للجزائر أن استخدمت ملف الهجرة كورقة ضغط على إسبانيا خصوصاً، وأوروبا عموماً، لكن موقف حكومة سانشيز الأخير من ملف الصحراء جعل الجزائر مستعدة للضغط بأي ملف متاح حتى لو كان ملف الهجرة. 

الغاز 

قال الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك الجزائرية، توفيق حكار، إن شركته ستُراجع أسعار الغاز الموجَّه لإسبانيا. 

وأوضح رئيس أكبر شركة نفطية في إفريقيا في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية "منذ بداية الأزمة في أوكرانيا انفجرت أسعار الغاز والبترول، وقد قررت الجزائر الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبياً مع جميع زبائنها، لكن من غير المستبعد إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني". 

وكانت صحيفة آلموندو الإسبانية أكدت أن الجزائر أبلغت مدريد بأنها ستُراجع أسعار الغاز مباشرة بعد سحب سفيرها، بعد قرار سانشيز بتغير موقف حكومته من نزاع الصحراء، وتبنّي مقترح الرباط، الرامي إلى منح الصحراويين حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية. 

النقل 

استثنت الجزائر إسبانيا من برامج الرحلات الجوية التي أعادتها إلى دولٍ أوروبية بعد انتهاء جائحة كورونا. 

وكانت تسيّر الخطوط الجوية الجزائرية 16 رحلة إلى إسبانيا أسبوعياً، لم تُعِد أي واحدة منها رغم أن وزارة النقل الجزائرية أعادت الرحلات الجوية إلى معظم الدول الأوروبية إلى سالف عهدها. 

وينطبق الشيء نفسه على شركات الطيران الإسبانية، التي اعتادت على تسيير رحلات باتجاه الجزائر، إذ لم يسمح لها بعد بالعودة للعمل بالجزائر.

“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. 

نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”

تحميل المزيد