تغيرت خريطة إنتاج مسلسلات رمضان 2022، فلم يكن أبرز المتفائلين في الأعوام الماضية يتوقع أن يتراجع دور الدولة في الإنتاج الدرامي داخل مصر، بعدما تمكنت منه بالكامل بداية من عام 2017، وأصبحت جميع الأعمال تمر من خلال شركة إعلام المصريين، وذراعها الإنتاجية شركة "سينرجي" المملوكة لتامر مرسي، الذي تمت الإطاحة به العام الماضي.
بداية الاحتكار
القصة بدأت عام 2017 بعدما تمكنت شركة إعلام المصريين من السوق الدرامي بشكل كامل، وأصبح العمل في رمضان حكراً على الشركة، بعدما قررت الإنتاج لعدد من الفنانين وجعلهم يتصدرون المشهد العام والقضاء على جزء آخر، ولم تكن هناك حرية لشركات الإنتاج الأخرى في تقديم أعمال منافسة لها، اللهم إلا بعض الأعمال التي كان يتم تصويرها خارج مصر.
سنوات الخسارة
في السنوات الخمس التي سيطرت فيها شركة إعلام المصريين على السوق، من عام 2017 وحتى عام 2021، أنتجت خلالها معظم الأعمال وأذاعتها على قنواتها المملوكة لها، وعلى الرغم من خضوع كل عوامل النجاح لها، حتى إن الشركة أنتجت تطبيقاً خاصاً يعرض أعمالها بشكل حصري، فإنها لم تحقق النجاح المطلوب.
وفي تلك الفترة كان تامر مرسي هو بطل القصة، وهو صاحب شركة "سينرجي" للإنتاج، والذي أعلنت شركة "إيجل كابيتال" عن توليه منصب رئيس شركة إعلام المصريين في فبراير/شباط 2018، ليكون مسؤولاً عن 4 مواسم احتكرت فيها الشركة السوق بشكل كامل، وكان يقوم بإنتاج الأعمال من خلال شركته "سينرجي" التي انضمت إلى "إعلام المصريين"، ويقوم ببيعها للقنوات المملوكة للمجموعة لتعرض عليها، والمحصلة كانت صفراً.
استغاثات
وفي تلك الفترة كان يعاني بعض الفنانين وشركات الإنتاج من صعوبة العمل، ومنهم على سبيل المثال الفنانة غادة عبد الرازق التي كتبت منشوراً شهيراً لها بحسابها الخاص على موقع "إنستغرام"، تساءلت فيه عن علاقة الجيش والمخابرات بالإنتاج الدرامي، بعدما قال لها أحد المسؤولين إنها لن تعمل مرة أخرى، بسبب سيطرة تلك الأجهزة على الإنتاج في مصر وعدم رغبتهم في ظهورها. وكذلك المنتج محمد العدل، الذي اشتكى من صعوبة الإنتاج والعمل في مصر، العام الماضي، من خلال حسابه على "تويتر"، ليقوم بعدها بحذف التغريدة، ويتم الإعلان عن توقيع عقد إنتاج مشترك بين شركة سينرجي وشركة العدل جروب، في رمضان 2021.
نهاية السيطرة في مسلسلات رمضان 2022
بعد نهاية رمضان الماضي، وبالتحديد في مايو/أيار 2021، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلانية، "إعلام المصريين" سابقاً، في ثوبها الجديد، عن مجلس إدارة جديد للشركة يترأسه حسن عبد الله، مع تحوُّل تامر مرسي لعضو في الشركة، ليتقلص دوره إلى دور استشاري فقط، وكذلك الإطاحة بشكل تام بحسام شوقي المسؤول عن المحتوى الدرامي للشركة والآمر الناهي في كل شيء.
وأقيم مؤتمر صحفي في العاصمة المصرية، أكد خلاله المهندس حسام صالح، مساعد رئيس الشركة، عن استراتيجية جديدة ستتبعها الشركة خلال السنوات القادمة، لتعويض خسائرها، حيث إنه في البداية عن تحقيق الشركة خسائر في السنوات الأربع الأولى لها، حيث كانت الإيرادات أقل من التكاليف، خاصة في السنة الأولى التي حققت فيها خسائر كبيرة، جاءت كالتالي:
العام | عدد الأعمال | إجمالي التكلفة | الإيرادات | الأرباح |
2017 | 17 | 907 ملايين | 437 مليون | 469 مليون |
2018 | 18 | 923 مليوناً | 821 مليوناً | 101 مليون |
2019 | 15 | 760 مليوناً | 740 مليوناً | 20 مليوناً |
2020 | 15 | 714 مليوناً | 668 مليوناً | 45 مليوناً |
2021 | 16 | 1.018 مليون | 1.275 مليون | 256 مليوناً |
الإجمالي | 4.323 مليون | 3.943 مليون | 380 مليوناً |
وكما يتضح من الجدول التالي، كانت الشركة تحقق خسائر كبيرة في السنوات الأربع الأولى ولم تحقق أرباحاً إلا في العام الأخير، وفي إجمالي السنوات الخمس حققت الشركة خسائرَ قدرها 380 مليون جنيه مصري.
لذلك، أعلن حسام صالح في المؤتمر نفسه، عن استراتيجية جديدة ستتبعها الشركة، تعتمد على عدة محاور، كان أبرزها الإصلاح الاقتصادي والهيكلي وتطويرالمحتوى، لذلك كان التعامل في رمضان 2022 بشكل مختلف، فقد اختفت سيطرة "سينرجي" على الإنتاج وأصبحت الشركة تتعاون مع شركات أخرى، لتفسح المجال لأكبر عدد من الشركات للعمل تحت مظلتها، حيث تقوم الشركات بإنتاج الأعمال بشكل طبيعي وتعرضها الشركة المتحدة على قنواتها، وهي كل القنوات المصرية والتي تضم مجموعات (الحياة CBC، dmc، On، المحور).
وتنتج الشركة المتحدة هذا العام، أو تضم تحت مظلتها، 14 مسلسلاً فقط، وهو أقل إنتاج لها منذ ظهورها على الساحة، وقامت بإنتاج هذه المسلسلات مجموعة من شركات الإنتاج المختلفة التي كانت تعاني في السنوات الماضية، من أجل الإنتاج، وتشمل تلك المجموعة.
المسلسل | الشركة المنتجة | |
1 | الكبير أوي 6 | سينرجي |
2 | الاختيار 3 | سينرجي |
3 | جزيرة غمام | سينرجي |
4 | العائدون | Media hub |
5 | المشوار | Media hub |
6 | أحلام سعيدة | العدل جروب |
7 | فاتن أمل حربي | العدل جروب |
8 | يوتيرن | العدل جروب |
9 | سوتس بالعربي | طارق الجنايني |
10 | راجعين يا هوى | أروما |
11 | ملف سري | مجموعة فنون مصر |
12 | دايماً عامر | الباتروس (كامل أبو علي) |
13 | مكتوب عليا | كريم أبو ذكري |
14 | في بيتنا روبوت 2 | هشام جمال |
وكما هو واضح، تراجع إنتاج شركة سينرجي التي كانت تسيطر على السوق، إلى 3 مسلسلات فقط، وشركة "ميديا هب" المملوكة لسعدي جوهر، اللاعب الجديد الذي تراهن عليه الشركة المتحدة، وآخر الشركات المنضمة لها، ستنتج مسلسلين فقط. أما المسلسلات الـ9 الأخرى فهي إنتاج شركات مختلفة، حصلت "العدل جروب" على نصيب الأسد منها بـ3 مسلسلات، وتظهر شركات أخرى في الصورة مثل: الباتروس وفنون مصر وأروما والمنتجين كريم أبو ذكري وطارق الجنايني.
عودة الحياة للدراما
المفاجئ في الأمر أن هذا الكمّ من المسلسلات أقل من نصف مسلسلات الموسم الرمضاني هذا العام، والذي سيشهد عرض 30 مسلسلاً مصرياً، وعلى الجانب الآخر هناك 16 مسلسلاً تعرض في رمضان على قنوات أخرى غير قنوات الشركة المتحدة ما بين قنوات MBC ومنصتها الكبرى "شاهد"، وقناة "النهار" المصرية التي مازالت تحتفظ بكيانها بعيداً عن الشركة المتحدة، إضافة إلى قناة "ART حكايات"، ومجموعة OSN، وقنوات خليجية وعربية أخرى.
وتشمل تلك القائمة عدة مسلسلات هامة، منها مسلسلا "توبة" و"بطلوع الروح" من إنتاج شركة الصباح للمنتج صادق الصباح؛ ومسلسلان للمنتج ممدوح شاهين الذي يعود للظهور مرة أخرى وهما "بابلو" و"وجوه"؛ و"المداح" لشركة سكيرمو ميديا؛ و"رانيا وسكينة" للمنتج أمير شوقي؛ و"مين قال" للمنتجين محمد عبد الصمد وعبد الله أبو الفتوح؛ و"شغل عالي" لشركة MBA؛ و"دنيا تانية" للمنتج محمد عادل؛ و"عالم تاني" للمنتج محروس المصري؛ و"بيت الشدة" لشركة اكسيليفون للإنتاج الفني، إضافة إلى عدة مسلسلات أخرى لمنتجين أفراد.