استدعت الخارجية الباكستانية مساء الخميس 31 مارس/آذار 2022، القائم بأعمال السفير الأمريكي للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة مساعي المعارضة للإطاحة بعمران خان؛ قائلة أن سفيرها في واشنطن تعرض للتهديد إن لم تنجح محاولة الإطاحة برئيس الوزراء.
ويعتزم البرلمان الباكستاني إجراء تصويت للإطاحة بعمران خان الأحد 3 أبريل/نيسان 2022، فيما يؤكد الرئيس الباكستاني أن "دولة غربية" تدعم هذه المحاولة، لأنه يرفض إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ونقلت صحيفة محلية عن مسؤول بوزارة الخارجية أنه تم تسليم رسالة الاحتجاج إلى القائم بأعمال المبعوث الأمريكي، مضيفاً أنه "تم إبلاغ الولايات المتحدة بأن استخدام مثل هذه اللغة غير الدبلوماسية أمر غير مقبول".
بحسب الصحيفة، فقد تم اتخاذ قرار الاحتجاج خلال اجتماع مجلس الأمن القومي، الذي حضره أيضاً وزراء الدفاع والطاقة والإعلام والداخلية والمالية وحقوق الإنسان والتخطيط، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة، ورؤساء الخدمات ومستشار الأمن القومي وكبار الضباط.
وتعتقد إسلام أباد أن محاولة الإطاحة برئيس الوزراء الباكستاني "مؤامرة ممولة من الخارج" استناداً إلى برقية دبلوماسية كتبها السفير الباكستاني في واشنطن إلى وزارة الخارجية في وقت سابق، تحتوي على محضر اجتماع بين المبعوث الباكستاني ومسؤول أمريكي.
بحسب الحكومة، نقل المسؤول الأمريكي رسالة تهديد، مفادها أنه إذا لم ينجح التصويت بحجب الثقة، فسيتعين على البلاد مواجهة العواقب.
عمران يرفض الاستقالة
كان رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، قد قال إنه لن يستقيل من منصبه قبل إجراء تصويت للإطاحة به.
حيث قال خان: "يطالبني بعض الناس بالاستقالة. لماذا أستقيل؟ أنا لا أستقيل، بل أكمل اللعبة إلى آخرها، وننتظر إلى الأحد؛ لنرى ما سيتمخض عنه التصويت في البرلمان"، معتبراً أنه إذا نجحت محاولات المعارضة فإن الأجيال القادمة لن تسامح.
فيما اتهم خان الولايات المتحدة بدعم قوى المعارضة التي تسعى لإقصائه عن السلطة، مشدّداً على أن واشنطن تحاول التدخل في شؤون بلاده.
لكنه قال: "لن أركع أمام أي أحد، ولن أسمح لشعبي بالركوع أمام أحد"، منوهاً بأنه خلال ما يسمى الحرب على الإرهاب تعرضت باكستان لـ"الإهانة"، مشدداً على أنه السياسي الوحيد الذي قاد مظاهرات ضد هجمات الطائرات المسيّرة في مقاطعة وزيرستان القبلية.
كما استطرد رئيس الوزراء الباكستاني، البالغ من العمر 69 عاماً، وهو قائد سابق لمنتخب الكريكيت الوطني، قائلاً: "لن أسمح للمعارضة بالنجاح مطلقاً".
في حين لفت خان إلى أنه رأى بلاده ترتفع بين الدول ثم تنهار وتصل إلى مستوى متدنٍّ وذليل بين بقية دول العالم، وفق تعبيره، مؤكداً أن "سياسة باكستان الخارجية يجب أن تكون مستقلة، ولا تصطف ضد أحد".
كذلك أردف: "أنا أنفق على منزلي من مالي الخاص، وأعيش في منزلي، ولم أبنِ المصانع مثل (رئيس الوزراء السابق) نواز شريف.. ولا أمارس سياسة المحسوبيات لأقاربي".
أزمة سياسية "مشتعلة"
كان من المتوقع أن يلقي خان خطابه الأربعاء 30 مارس/آذار، لكنه اضطر لتأجيله إلى الخميس، بعد أن قرر حزبٌ مهم في ائتلافه أن ينضم للمعارضة، مما أجهز على الأغلبية التي كان يتمتع بها في البرلمان.
إذ إن خطوة حزب "الحركة القومية المتحدة" رفعت أعداد النواب المعارضين المتوقع أن يصوتوا ضد خان إلى 177، أي أكثر بخمسة أصوات من الـ172 صوتاً اللازمة للإطاحة به داخل المجلس الوطني الباكستاني الذي يضم 342 نائباً، طبقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 31 مارس/آذار 2022.
كان أبرز زعماء المعارضة شهباز شريف وبيلاوال بوتو زارداري قد طلبوا من خان أن يستقيل قبل التصويت، لأنه فقد أغلبيته، لكن سخونة الأحداث السياسية في إسلام أباد تُشير إلى أنه من المستبعد أن ينصاع لهذا الطلب، الذي ربما يدفع الدولة الواقعة في جنوب آسيا صوب الاضطراب السياسي.
من جهته، غرّد وزير الإعلام فؤاد شودري، قائلاً: "رئيس الوزراء عمران خان لاعبٌ يحارب على الكرة حتى آخر نفَس. ولن يستقيل". بينما نظّم خان مسيرات حاشدة لمؤيديه قبل تصويت الثقة.
إلا أن محللين سياسيين توقعوا أن يستغل أنصاره عطلة نهاية الأسبوع لاستعادة تأييد بعض المنشقين، متوقعين أن قادة الجيش، الذين ساعدوا خان في الصعود إلى السلطة، يشعرون الآن بالإحباط إزاء أسلوب قيادته للبلاد. وينفي خان أنه تلقى دعماً من الجيش.
تأتي تلك التطورات المتسارعة في وقت تعاني فيه باكستان أزمة اقتصادية متكررة، وتعوّل حكومة خان على صندوق النقد الدولي لإصدار الشريحة التالية من حزمة إنقاذٍ قيمتها ستة مليارات دولار، لدعم احتياطيات العملات الأجنبية المتناقصة.