أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة 1 أبريل/نيسان 2022، عن موافقة أطراف الصراع في اليمن على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، تبدأ اعتباراً من يوم السبت 2 أبريل/نيسان، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن تتحول تلك الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، فرحان حق، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
حيث قال "حق" إن "المبعوث الخاص إلى اليمن هانس غروندبيرغ، أعلن للتو أن أطراف النزاع اليمني استجابت بشكل إيجابي لمقترح الأمم المتحدة بشأن هدنة لمدة شهرين تدخل حيز التنفيذ الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي 16:00 (ت.غ) من يوم غدٍ السبت، الثاني من أبريل/نيسان".
بحسب المتحدث الأممي، "وافق الطرفان (التحالف العربي وجماعة الحوثي) على وقف جميع العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية الهجومية داخل اليمن وعبر حدوده".
فيما أضاف: "كما وافقا على دخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة (غرب)، وقيام رحلات تجارية من مطار صنعاء إلى وجهات محددة سلفاً في المنطقة".
كذلك، وافق الطرفان، حسب "حق"، على "الاجتماع تحت رعاية المبعوث الأممي؛ لفتح الطرق في تعز (جنوب غرب) والمحافظات الأخرى باليمن".
تجديد الهدنة
في حين نوَّه المتحدث الأممي إلى أنه "يمكن تجديد الهدنة بعد فترة الشهرين بموافقة الطرفين".
ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن ماهية الأطراف الموافقة على الهدنة، قال "حق": "المقصود بالأطراف هنا قوات التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي في صنعاء".
في السياق ذاته، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، في بيان، عن "امتنانه لعمل الأطراف المعنية مع مكتبه بحسن نية، وتقديم التسويات اللازمة للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق".
إذ قال غروندبيرغ إن "الهدف من هذه الهدنة هو منح اليمنيين استراحة ضرورية من العنف، والتخفيف من المعاناة الإنسانية، والأهم من ذلك أن نأمل إنهاء هذا الصراع".
غروندبيرغ تابع: "خلال هذين الشهرين، سوف أخطط لتكثيف عملي مع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومعالجة التدابير الاقتصادية والإنسانية العاجلة، واستئناف العملية السياسية".
وقف إطلاق نار دائم
من جانبه، أثنى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على "جهود الحكومة اليمنية، وقوات التحالف بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي لاتفاقهم على وقف إطلاق النار باليمن، وضمن ذلك الهجمات عبر الحدود".
فيما أضاف غوتيريش، في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك: "أحثُّ جميع الأطراف على اتخاذ الترتيبات اللازمة لدعم التنفيذ الناجح للهدنة، وتفعيل آليات التعاون دون تأخير"، مطالباً بأن "تكون هذه الهدنة خطوة أولى لإنهاء الحرب المدمرة".
في حين حثَّ الأمين العام للأمم المتحدة، الأطراف "على الاستفادة من هذه الفرصة من خلال التعاون بحسن نية ودون شروط مسبقة مع مبعوثي الخاص، في جهوده لاستئناف عملية سياسية يمنية شاملة".
بينما أجاب عن سؤال بشأن إمكانية أن تتحول هذه الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، قال غوتيريش: "آمل في ذلك (..) لكننا نعلم أن هذه الاتفاقيات دائماً ما تكون هشة"، مستدركاً: "يجب أن نستفيد من الزخم الحالي، للتأكد من احترام هذه الهدنة احتراماً كاملاً، وأن يتم تجديدها، ومع هذا التجديد يتم إطلاق عملية سياسية حقيقية، وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق ذلك".
الحكومة اليمينة و"الحوثي" ترحبان
وفي سياق ردود الفعل، رحبت الحكومة اليمنية وكذلك جماعة الحوثي بإعلان الهدنة.
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، في تغريدة على تويتر: "نرحب بإعلان المبعوث الخاص، بالهدنة وبالترتيبات الإنسانية فيما يتعلق بمطار صنعاء والتسهيلات الإضافية في ميناء الحديدة، وفتح المعابر بمدينة تعز المحاصرة من قبل ميليشيا الحوثي منذ أكثر من سبع سنوات".
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، في تغريدة على تويتر: "نرحب بإعلان المبعوث الأممي عن هدنة إنسانية برعاية أممية لمدة شهرين".
وأضاف: "بموجب الهدنة تتوقف العمليات العسكرية ويُفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات، وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن خلال شهري الهدنة".
بينما لم يصدر تعليق عن التحالف العربي بقيادة السعودية حول التوصل للهدنة حتى الساعة الـ17:00 (ت.غ).
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم. كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.