قال موقع The Intercept الأمريكي، الإثنين 28 مارس/آذار 2022، إن متعاقدين يعملون مع شركة جوجل لترجمة نصوص الشركة وخدماتها في السوق الروسية، تلقوا مذكرةَ تعميمٍ، مفادها: "إشعار للتنفيذ فور التلقي: لم يعد بالإمكان استخدام كلمة (حرب) للإشارة إلى الحرب الروسية الجارية في أوكرانيا، وإنما يمكن عوضاً عنها استخدام كلمات فضفاضة من قبيل (أوضاع استثنائية)".
حيث حصل موقع The Intercept على نسخة من رسالة البريد الإلكتروني الداخلية التي أرسلتها إدارة شركةٍ متعاقدة مع جوجل على ترجمة نصوصها وواجهات تطبيقاتها، ولها تعاقدات مع عملاء آخرين.
فيما أُرسل البريد الإلكتروني مرفقاً بتعليمات من شركة جوجل باستخدام الصياغة الجديدة. غير أن التعليمات الواردة أشارت أيضاً إلى أن كلمة "حرب" يجب أن يستمر استخدامها في الأسواق الأخرى، وأن تعديل السياسة في روسيا مرجعُه امتثال شركة جوجل لقانون الرقابة الروسي الذي سنَّته السلطات الروسية بعد غزو أوكرانيا مباشرة.
من جهته، قال أليكس كراسوف، المتحدث باسم شركة جوجل: "أعلنت شركة جوجل إيقافاً مؤقتاً لإعلاناتها ومعظم نشاطها التجاري في روسيا، إلا أنها ما زالت معنية بالحفاظ على سلامة موظفيها المحليين. ومعروفٌ على نطاق واسع، أن القوانين المحلية تقيِّد الاتصالات وتبادل المعلومات داخل روسيا. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن خدمات المعلومات لدينا مثل خدمات البحث واستخدام منصة يوتيوب، لا تندرج ضمن هذه التوجيهات".
تعليمات جديدة
بدوره، ذكر مترجمٌ روسي أن هذه التعليمات الجديدة لشركة جوجل تتعلق بجميع محتوى خدمات الشركة المترجم إلى الروسية، ومنها "خرائط جوجل" وخدمات البريد الإلكتروني Gmail، وإعلانات جوجل AdWords، وإشعارات جوجل بسياساتها واتصالاتها مع المستخدمين.
في حين تفسِّر مذكرة التعميم الداخلية لشركة جوجل، السببَ الذي دعا بعض صفحات الويب على جوجل، مثل صفحات السياسة الإعلانية ووثائق تعليمات الفيديو، إلى استخدام مصطلحات مخفَّفة للإشارة إلى الحرب في أوكرانيا، مثل "الأحداث الطارئة في أوكرانيا" في نسختها الروسية، في حين تستخدم "الحرب في أوكرانيا" بالنسخة الإنجليزية.
يشار إلى أن قانون الرقابة، الذي وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 4 مارس/آذار، نصَّ على عقوبات جنائية قاسية تصل إلى السجن 15 عاماً، على نشر ما سماه القانون بمعلومات كاذبة عن الجيش الروسي.
بينما تسود مزاعم بأن القانون يطال بأحكامه وصفَ الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه (حرب) أو (غزو)، لاسيما أن الكرملين أقرَّ آنفاً قواعد متشددة؛ لمنع انتهاك هذه الشروط.
كان الكرملين قد وصف الحربَ على أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة"، ويُقال إن مجلس الرقابة الروسي على الإنترنت هدَّد بحجب المواقع الإلكترونية التي تستخدم مصطلحات مثل "الغزو" لوصف الحرب.
في غضون ذلك، أشاد معلقون غربيون عموماً بما أبدته شركة جوجل من معارضةٍ للغزو الروسي لأوكرانيا. لكن رسائل البريد الإلكتروني والترجمات في "مركز مساعدة جوجل" تشي بأن حرص الشركة على استمرار أعمالها التجارية في روسيا أرجح أثراً من معارضتها الأخلاقية للدعاية الحكومية الروسية.
إجراءات روسية ضد جوجل
في سياق متصل، يعمل مطورو تكنولوجيا روس على إنشاء بديل لمتجر جوجل بلاي، التابع لشركة جوجل، ويعتزمون تدشينه في التاسع من مايو/أيار المقبل، الذي يوافق عطلة وطنية في روسيا للاحتفال بذكرى النصر في الحرب العالمية الثانية.
كان "يوتيوب" و"جوجل بلاي" علقا هذا الشهر كل خدماتهما القائمة على الدفع في روسيا ومن بينها الاشتراكات، وذلك مع بدء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا في فرض تحديات مصرفية داخل البلاد.
كذلك، قامت هيئة تنظيم الاتصالات الروسية (روسكومنادزور) بحجب الخدمة الإخبارية التي يقدمها موقع جوجل، المملوك لشركة ألفابت، متهمة إياه بالسماح بالاطلاع على ما تطلق عليه مادة مزيفة عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
إذ قالت جوجل، في بيان: "نؤكد أن بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في الوصول إلى تطبيق جوجل للأخبار وموقعها في روسيا، وأن هذا لا يتعلق بأي مشكلات فنية من جانبنا"، مضيفة: "بذلنا جهدنا لنُبقي خدمات المعلومات مثل الأخبار متاحة للموجودين في روسيا أطول مدة ممكنة".