أفسد الهجوم الروسي على أوكرانيا ما يقرب من عقد من التقدم الذي أحرزه الكرملين في التوسع في سوق الأسلحة المربح في الشرق الأوسط، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 28 مارس/آذار 2022.
وفق الموقع ذاته، يواجه زبائن الأسلحة الروسية خطر نقص الإمدادات في الوقت الذي تُسابق فيه شركات الأسلحة الروسية الزمن لتلبية احتياجات جيش بلادها.
حيث قال مصدر بارز في صناعة الأسلحة الأمريكية، تحدث مع موقع Middle East Eye بشرط عدم الكشف عن هويته، إن قدرة زبائن الروس على الحصول على قطع الغيار والمكونات من موسكو أصبحت "مقيدة بدرجة كبيرة" بعد غزو أوكرانيا.
من جهته، أكد كلارك كوبر، المساعد السابق لوزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: "روسيا الآن تخوض حرباً كبرى، وأي زبون للأسلحة الروسية انتقل إلى ذيل قائمة الأولويات".
بخلاف مشكلات الإمدادات، تعرضت صناعة الأسلحة الروسية لضربة قوية بسبب العقوبات الغربية التي يقول مسؤولون أمريكيون إنها ستجعل إبرام صفقات أمراً مستحيلاً من الناحية العملية.
العقوبات الغربية
كان مسؤول أمريكي بارز قد صرّح، مطلع هذا الشهر، مخاطباً الكونغرس الأمريكي: "سيكون من الصعب جداً على أي جهة شراء أسلحة من موسكو في الأشهر والسنوات المقبلة، نظراً للعقوبات المالية الشاملة التي فرضتها الإدارة الأمريكية".
حينها قال دونالد لو، مساعد وزير الخارجية لشؤون جنوب ووسط آسيا: "إذا لم تملك نظاماً مصرفياً، فمن الصعب جداً على الدول الأخرى أن تدفع الملايين بالدولار أو الروبل أو الين أو اليورو لسداد ثمن هذه الأسلحة".
فيما سنَّت الدول الغربية، فضلاً عن العقوبات، ضوابط تصدير مدمرة لقطع إمدادات أشباه الموصلات ومكونات الطائرات وغيرها من التقنيات التي تعتبر بالغة الأهمية لصناعة الأسلحة الروسية.
يُذكر أن زيادة مبيعات الأسلحة إلى الشرق الأوسط كانت أولوية استراتيجية للرئيس فلاديمير بوتين، الذي حاول استغلال صناعة الأسلحة الروسية لتعزيز صادرات بلاده وزيادة نفوذ موسكو في المنطقة.
أما بالنسبة لدول مثل مصر والجزائر، اللتين تشتريان أسلحة متطورة بكميات كبيرة من روسيا، فالأثر المباشر لتداعيات الحرب على أوكرانيا يتمثل في ضمان الصيانة وتوفير قطع الغيار، وفقاً لما يقوله خبراء أسلحة.
تحديات مختلفة
في حين باتت قدرة روسيا على جذب زبائن جدد تواجه تحديات جديدة أيضاً. إذ تعج التقارير الواردة من أوكرانيا بصور الأسلحة الروسية المدمرة وتحوُّل الجيش الروسي إلى قصف مدفعي يعود للحقبة السوفييتية. والترويج للأسلحة المتطورة محدود.
في غضون ذلك، يرجح الخبراء أن دول الخليج، رغم إحجامها عن إدانة روسيا بعد هجومها على أوكرانيا، لن تقدم على تحدي العقوبات الأمريكية التي قد تنجم عن إبرام صفقات أسلحة مع الكرملين.
على إثر ذلك، ظهرت بالفعل بعض العلامات الأولى على انكماش الصفقات الروسية؛ فقبل أيام، أبلغ قائد القيادة الوسطى الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن الولايات المتحدة تنوي الموافقة على بيع طائرات F-15 المتطورة لمصر.
بينما يعتبر البعض هذه الصفقة، التي وصفها الجنرال بأنها "مهمة شاقة وطويلة"، بديلاً لصفقة مصر المتوقفة لشراء الطائرات المقاتلة Su-35 من موسكو.
بدوره، قال بيتر دي ويزمان، الباحث البارز في معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام SIPRI، لموقع Middle East Eye: "الولايات المتحدة مارست ضغوطاً كبيرة على مصر لإجبارها على التوقف عن شراء أسلحة روسية متقدمة، وأعتقد أنها ستشتري أقل كثيراً في المستقبل".
كوبر، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية في إدارة ترامب، أشار إلى أن الهجوم على أوكرانيا ربما وفر للحكومة المصرية التي تعاني ضائقة مالية الغطاء السياسي اللازم لترك الصفقة الروسية، مضيفاً: "ربما ساعدهم على أفهم أوضح للأمر، ومصر في النهاية لن تتمكن فعلياً من تحمل تكلفة طائرات Su-35".