كشفت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، عن طلبات تقدمت بها الإمارات والبحرين والمغرب لشراء أسلحة دفاعية من إسرائيل، خلال اجتماع النقب الذي جمع وزراء خارجية البلدان المذكورة مع نظيرهم الإسرائيلي إضافة لمصر والولايات المتحدة يومي الأحد والإثنين الماضيين.
الصحيفة نقلت عن مصادر إسرائيلية ومصادر أخرى -لم تسمّها- أن الإمارات والبحرين على وجه الخصوص طلبتا شراء منظومة القبة الحديدية ورادار "الصنوبر الأخضر"، ومنظومة "حيتس" المضادة للصواريخ الباليستية.
وليست المرة الأولى التي تتقدم فيها هذه الدول لشراء أنظمة قتالية من إسرائيل، بل سبق لها ذلك عبر قنوات مختلفة، حسب الصحيفة.
وذكرت أن شركتين على الأقل من شركات الدفاع الكبرى إضافة لشركتين صغيرتين في إسرائيل، تلقت بالفعل استفسارات حول شراء القبة الحديدية، لكن تبقى الموافقة على الصفقة بيد وزارة الدفاع الإسرائيلية.
بحسب مصدر دفاعي -تقول الصحيفة- فإن الجهات الإسرائيلية ستوافق على عدد كبير من الطلبات قريباً، بينما تجري مناقشات مع الإدارة الأمريكية التي كانت طرفاً في تطوير بعض الأنظمة الدفاعية.
يُشار إلى أن كل نظام من أنظمة القبة الحديدية يكلف ما يقدر بعشرات الملايين من الدولارات، فضلاً عن صواريخ الاعتراض التي تبلغ تكلفة كل واحد منها 50 ألف دولار.
من جانب آخر، كانت ألمانيا وأوكرانيا من أكبر الدول الأوروبية طلباً لشراء منظمة القبة الحديدية وأنظمة دفاعية إسرائيلية أخرى، وقد طرح المستشار الألماني أولاف شولتس هذا الطلب خلال لقاءاته مطلع مارس/آذار الجاري مع المسؤولين الإسرائيليين.
الإمارات أرادت شراء المنظومة الإسرائيلية سابقاً
يذكر أن موقع "فوربس" نقل، مطلع فبراير/شباط الماضي، تقارير عن سعي الإمارات للحصول على أنظمة دفاع جوي إسرائيلية في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتعرضت الإمارات لنحو أربع هجمات بواسطة صواريخ كروز وباليستية وطائرات مسيرة من قِبل الحوثيين، بسبب قيام قوات لواء العمالة اليمنية التابعة لها بالمشاركة في دعم قوات الحكومة الشرعية، ما أدى إلى نكسة للحوثيين في شبوة ومأرب.
وأدت الهجمة الحوثية الأولى التي وقعت في 17 يناير/كانون الثاني 2022، إلى مقتل ثلاثة عمال مهاجرين، بعد استهداف منشأة نفطية ومطار أبوظبي الجديد.
ولهذه الأسباب يمثل التصدي لصواريخ وطائرات الحوثيين أهمية بالغة لأبوظبي حتى مقارنة بالمملكة العربية السعودية.
"نظام دفاع جوي متعدد الطبقات"
تحتفظ إسرائيل بنظام دفاع جوي متعدد المستويات مصمم لحماية أصولها الاستراتيجية من الهجمات الجوية يتضمن نظام باتريوت الأمريكي والقبة الحديدية الإسرائيلي وأنظمة أخرى.
الطبقة الدنيا للدفاع الجوي الإسرائيلي هي نظام القبة الحديدية القادر على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيَّرة الصغيرة وقذائف الهاون مثل تلك التي تطلق على إسرائيل من قطاع غزة أو من جنوب لبنان.
وتتكون الطبقة الوسطى من مقلاع ديفيد (David's Sling)، والذي يُقصد به الدفاع ضد صواريخ مثل الإيرانية فاتح 110 وما يماثلها في سوريا M600، وكلاهما شهد استخداماً مكثفاً في الحرب الأهلية السورية ومن المعروف أنهما جزء من ترسانة حزب الله.
وهو مصمم لاعتراض طائرات العدو، وطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية تكتيكية، وصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى وصواريخ كروز، التي تطلق على نطاقات من 40 كيلومتراً (24.85 ميلاً) إلى 300 كيلومتر (186.41 ميل)، ويفترض أنه يُميز بين الشراك الخداعية والرأس الحربي الفعلي للصواريخ.
التكلفة
يكلف صاروخ باتريوت واحد ما بين مليونين وثلاثة ملايين دولار، وفي بعض المواقف التكتيكية، قد يكون استخدام واحد فقط من هذه الصواريخ من نواحٍ كثيرة مثل محاولة قتل الدبابير بمطرقة ثقيلة.
في المقابل، يُقال إن صواريخ القبة الحديدية تكلف نحو 62 ألف دولار؛ نظراً إلى أنها أصغر بكثير.
كما أن تكلفة بطارية صواريخ القبة الحديدية أقل أيضاً؛ لذلك فإن استخدام صواريخ القبة الحديدية قد يكون أكثر جدوى مع الصواريخ الأصغر مثل الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على السعودية، وكذلك الطائرات المسيَّرة.