كشفت امرأة أوكرانية أنها تعرضت للاغتصاب الجماعي مراراً وتكراراً لساعات من قبل جنود روس مخمورين، بينما اختبأ ابنها البالغ من العمر أربع سنوات وهو يبكي في إحدى غرف المنزل، بعد لحظات فقط من مقتل زوجها بالرصاص.
لأول مرة تحدثت ناتاليا، والتي تم تغيير اسمها، عن لحظات الرعب التي عاشتها لصحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته الصحيفة يوم الإثنين 28 مارس/آذار 2022 وكشفت كيف جاء قائد روسي وجندي آخر إلى منزل العائلة في قرية صغيرة بالقرب من كييف بعد حلول الظلام يوم 9 مارس/آذار 2022 وقتلوا زوجها أندري، 33 عاماً، في الفناء الأمامي.
جنود روس يغتصبون سيدة أوكرانية
بعد لحظات، سمعت ناتاليا خطى في المنزل، الذي بناه أندريه قبل سنوات، ورأت القائد الروسي – الذي أخبرها أن اسمه ميخائيل رومانوف وجندياً أصغر يرتدي ملابس سوداء.
صرخت ناتاليا في وجه ابنها أوليكسي البالغ من العمر أربع سنوات، والذي تم تغيير اسمه أيضاً، ليبقى مختبئاً في غرفة الغلاية، حيث كانت الأسرة تحتمي من القصف في منزلها في شيفتشينكوف، وهي قرية خارج كييف.
من جانبها قالت الأم لصحيفة التايمز إن الجندي الأصغر صوب مسدساً إلى رأسها وبصق: "من الأفضل أن تصمت وإلا سأحضر طفلك وأريه دماغ أمه منتشراً في جميع أنحاء المنزل".
ثم اغتُصبت ناتاليا على مدى عدة ساعات من قبل الجنديين بينما كان السلاح موجهاً إلى رأسها، وكانت تسمع ابنها يبكي في غرفة الغلاية.
أضافت ناتاليا: "قال لي [الجندي الأصغر] أن أخلع ملابسي. ثم قام كلاهما باغتصابي، واحداً تلو الآخر"، قالت ناتاليا للصحيفة: "لم يهتما أن ابني كان يبكي في غرفة الغلاية".
الضحية الأوكرانية قالت كذلك في حوارها للصحيفة البريطانية: "طوال الوقت كانا يمسكان بالمسدس في رأسي ويسخران مني"، وبعد ساعات من تناوب الجنديين الروسيين على اغتصاب ناتاليا، غادر الرجلان ولكن في غضون 20 دقيقة عادا واغتصباها مرة أخرى.
جنود روس يعتدون على سيدة
كذلك عاد الجنديان إلى منزل العائلة للمرة الثالثة ليغتصبا ناتاليا، لكن هذه المرة كانا في حالة سكر لدرجة أنهما كانا يتعثران، لقد ناما في النهاية، مما منح ناتاليا الوقت للركض إلى ابنها، الذي كان محشوراً داخل غرفة المرجل المظلمة، والفرار من منزلهم.
تقول ناتاليا: "بينما كنت أفتح البوابة، كان ابني يقف بجوار جثة والده، لكن الظلام منعه من أن يدرك أنه والده". وقالت ناتاليا، التي فرت منذ ذلك الحين إلى مدينة ترنوبل بغرب أوكرانيا مع ابنها، إن الطفل البالغ من العمر 4 سنوات لا يزال لا يعرف أن والده مات، ولا يمكنها أن تخبره حتى الآن. لا يزال الصبي الصغير يطلب شراء الكعك لأبيه عندما يذهبون إلى المتاجر.
في حين يجري التحقيق في محنة ناتاليا المروعة من قبل المدعي العام الأوكراني إيرينا فينيديكتوفا، وهو أول تحقيق رسمي في البلاد في مزاعم اغتصاب ارتكبها جنود روس.
زيلنيسكي يدعو لمزيد من العقوبات على روسيا
يأتي ذلك في الوقت الذي حث فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية يوم الإثنين على تشديد العقوبات سريعاً ضد روسيا، بما يشمل حظر النفط، كيلا تكون لموسكو الحرية في تصعيد تصرفاتها حيال بلاده.
حيث قال زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة للأوكرانيين وهو يبدو عليه الغضب بوضوح إن الغرب أساء التقدير في العام الماضي بتأخره في العقوبات، وهو ما تلاه الغزو.
كذلك فقد قال زيلينسكي: "بدأت حرب مكتملة الأركان. الآن هناك العديد من التلميحات والتحذيرات عن فرض عقوبات يفترض أن تكون أكثر صرامة، مثل حظر على الإمدادات النفطية الروسية إلى أوروبا، إذا استخدمت روسيا أسلحة كيماوية".
الرئيس الأوكراني أضاف كذلك: "أليس كل ما فعله الجيش الروسي حتى الآن مبرراً لحظر النفط؟ أليست قنابل الفوسفور مبرراً؟ أليس قصف منشأة إنتاج كيمياوي أو قصف محطة طاقة نووية مبرراً؟".
يذكر أن الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من شهر، وهو أكبر صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية، أسفر عن فرار أكثر من 3.8 مليون أوكراني إلى الخارج وسقوط آلاف القتلى والمصابين وتسبب في عزلة للاقتصاد الروسي.