لمَّحت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية، مارين لوبان، الأحد 27 مارس/آذار 2022، إلى أن محاولتها الثالثة للوصول إلى الرئاسة ربما تكون الأخيرة لها إذا لم تُكلل بالنجاح في الانتخابات المقبلة.
جاء ذلك في حديث للوبان مع صحيفة "جورنال دو ديماتش" الأسبوعية الفرنسية، وقالت السياسية التي خاضت الانتخابات في 2012 ووصلت لجولة الإعادة في 2017 لكنها انهزمت أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه في حالة هزيمتها ستبحث عن دور تكون فيه أكثر فائدة.
أضافت لوبان أنه "في هذه الحالة (الخسارة) لا أعتقد أنني سأترشح (مرة أخرى) لكنني سأستمر في القيام بما أفعله منذ سنوات وهو الدفاع عن الشعب الفرنسي. لا أعرف من أي منصب ولكن سيكون المنصب الذي أكون فيه أكثر فاعلية".
في سياق متصل، دافعت لوبان خلال تصريحاتها، عن تعاملاتها السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي جعلتها عرضة للانتقادات منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، مستشهدة بالعلاقات التي أقامها رؤساء فرنسيون في السابق معه.
لوبان قالت في هذا الصدد: "أعاد فلاديمير بوتين ترسيخ القوة الروسية بعد 70 عاماً من الإرهاب السوفييتي، وسيكون من الانتحار السماح لروسيا بالتحالف مع الصين على المدى الطويل".
يأتي تصريح لوبان بينما تشير استطلاعات الرأي مرة أخرى، إلى أن ماكرون ولوبان قد يتأهلان إلى الجولة الأخيرة من الانتخابات المقررة هذا العام، حيث يُرجح فوز ماكرون في نهاية المطاف.
كان المجلس الدستوري الفرنسي قد أعلن الإثنين 7 مارس/آذار 2022، أسماء المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بعد أن حصلوا على 500 توقيع تخوِّل لهم المشاركة في الاستحقاق.
أشار المجلس إلى أن 12 مرشحاً سيتمكنون من خوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أي بزيادة مرشح واحد عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في العام 2017. وتضم هذه اللائحة 8 رجال و4 نساء.
من بين أبرز المرشحين: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون، ومرشحة "التجمع الوطني" مارين لوبان، ومرشح حزب "استعادة فرنسا" إيريك زمور، ومرشح حزب الخضر يانيك جادو.
إضافة إلى هؤلاء، سيخوض الانتخابات كلٌّ من نيكولا دوبون-إينيان، وجان لاسال، وفابيان روسيل، وناتالي أرتو وفيليب بوتو.
تبدأ الحملة الرسمية للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 28 مارس/آذار، حيث يطبَّق مبدأ المساواة في الأوقات المخصصة للمرشحين على وسائل الإعلام بشكل صارم، وسيحصل هؤلاء المرشحون على دعم مالي لحملاتهم الانتخابية بقيمة 200 ألف يورو.
ستنتخب فرنسا رئيسها القادم في جولتين من التصويت في 10 و24 أبريل/نيسان 2022، وهي انتخاباتٌ ستحدِّد مسار ثاني أكبر دولة في أوروبا الغربية خلال السنوات الخمس المقبلة.
تجرى هذه الانتخابات وسط جو سياسي مشحون، أهم مقوّماته غياب مرشّح قوي أو توافقي، سواء من اليمين أو اليسار، يَحُدّ من حظوظ الرئيس الحالي ماكرون ليظفر بعهدة ثانية، رغم عهدةٍ أولى مثيرة للجدل.