ذكَّرت المتحدثة باسم الخارجية الروسيةـ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالرسوم المسيئة للرسول محمد، عليه السلام، والتي وُصفت حينها بحرية التعبير، وذلك بعد اعتراض باريس على رسوم كاريكاتيرية نشرتها السفارة الروسية تهكَّمت فيها على العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على قناتها الرسمية بمنصة "تليغرام" الأحد 27 مارس/آذار 2022، رداً على تصريحات ماكرون: "حقاً؟ ألم يكُن الرئيس الفرنسي ووزارة الخارجية هما مَن علَّمونا أنَّ أي رسم كاريكاتيري هو أمر عادي، حتى الرسوم الكاريكاتيرية المريعة التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو؟ قرَّرنا أن نتبع نصيحتهما ونستخدم السخرية التي اعتبروها دليلاً على حرية التعبير، والآن لا يعجبهما شيء"، بحسب ما نقل موقع AsumeTech الأمريكي.
يُظهِر الرسم، الذي نشرته السفارة الروسية على حسابها بتويتر، جثة مستلقية على طاولة عمليات عليها كلمة "أوروبا" ويقف بجوارها طبيبان يضعان قبعتين عليهما علميّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، واسمهما هو "إمبراطورية الكذب" و"الرايخ الأوروبي"، ويعطيان المريض حقناً.
وكُتِب عليها رسائل خبيثة تمثَّلت في "كراهية الروس" و"عقوبات" و"النازية الجديدة" و"كوفيد 19″ و"الناتو" و"ثقافة الإلغاء".
فيما انتقد ماكرون، خلال مؤتمر صحفي بعد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، نشر هذا التصميم من جانب السفارة الروسية، مشدداً على أنَّ هذه الخطوة غير مقبولة.
وأكَّد أنَّ وزارة الخارجية الفرنسية أبلغت السفير الروسي باستياء باريس من هذا الرسم الكاريكاتيري، مضيفاً: "جرى تصحيح هذا الخطأ وآمل ألا يتكرر"، وذلك بعد أن أزالت السفارة الرسم الساخر الذي نشرته.
يشار إلى أنه في 2006، نشرت صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة 12 رسماً كاريكاتيرياً مسيئاً إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أظهرته كأن على رأسه قنبلة بدلًا من العمامة، أو يحمل سكينًا وبجانبه امرأتان منتقبتان.
كما شهدت فرنسا خلال 2020 نشر رسوم مسيئة للنبي محمد على واجهات بعض المباني، بالتزامن مع تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون شدد فيها على عدم تخلّيه عن ذلك.
وأثارت الرسوم وتصريحات ماكرون موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، أُطلِقت على إثرها في معظم الدول الإسلامية والعربية حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.