قال حاكم منطقة كييف الأوكرانية، السبت 26 مارس/آذار 2022، إن القوات الروسية سيطرت على بلدة يعيش فيها عمال محطة تشرنوبيل النووية المعطلة، فيما وقعت ثلاثة انفجارات قوية قرب مدينة لفيف، ووردت أنباء عن قتال في شوارع مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة.
حيث أكد أولكسندر بافليوك، حاكم منطقة كييف، أن القوات الروسية استولت على بلدة سلافوتيتش، القريبة من الحدود مع روسيا البيضاء، إذ يعيش عمال محطة تشرنوبيل القريبة.
بافليوك أضاف أن الروس فتحوا النار في الهواء وألقوا قنابل صوتية لتفريق بعض السكان المحتجين الذين رفعوا علماً كبيراً لأوكرانيا، وهتفوا "المجد لأوكرانيا". ولم يتسنَّ لوكالة رويترز التحقق من صحة هذه التقارير بشكل مستقل.
وتقع سلافوتيتش على مشارف ما تسمى منطقة العزل حول تشرنوبيل، التي شهدت في عام 1986 أسوأ كارثة نووية في العالم، حيث واصل الموظفون الأوكرانيون العمل حتى بعد أن استولت القوات الروسية على المحطة نفسها بعد وقت قصير من بداية الغزو في 24 فبراير/شباط.
على الجانب الآخر من البلاد، في ماريوبول، قال رئيس البلدية فاديم بويتشينكو إن الوضع في المدينة المحاصرة لا يزال حرجاً، مع اندلاع قتال في شوارع وسط المدينة.
فيما دُمِّرت مدينة ماريوبول خلال القصف الروسي على مدى أسابيع.
انفجارات قوية
من جهته، أعلن حاكم مدينة لفيف، مكسيم كوزيتسكي، عن وقوع "ثلاثة انفجارات قوية قرب" المدينة، لافتاً إلى أن صاروخين أصابا المدينة، مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص، وذلك بالتزامن مع اختتام الرئيس الأمريكي جو بايدن، زيارته للاجئين في بولندا المجاورة.
إذ دوت صفارات الإنذار مساء السبت في المدينة الواقعة غربي أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
في حين أظهرت لقطات مصورة للوكالة الأمريكية أعمدة دخان كثيفة تتصاعد فوق المدينة.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، أصبحت لفيف ملاذاً آمناً لحوالي 200 ألف نازح أوكراني.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أن قواتها سيطرت على مركز قيادة في إحدى ضواحي كييف، واعتقلت أكثر من 60 عسكرياً أوكرانياً.
في غضون ذلك وردت أنباء عن قتال عنيف في عدد من الأماكن، السبت، مما يشير إلى أنه لن تكون هناك نهاية سريعة للصراع، الذي أودى بحياة الآلاف، ودفع حوالي 3.8 مليون للجوء إلى الخارج، فضلاً عن نزوح أكثر من نصف أطفال أوكرانيا عن ديارهم، وفقاً للأمم المتحدة.
يأتي ذلك بعد أكثر من أربعة أسابيع على بدء الصراع، فشلت روسيا في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى، وأشارت موسكو، الجمعة، إلى أنها قلصت طموحاتها العسكرية للتركيز على الأراضي التي يطالب بها الانفصاليون المدعومون من روسيا في الشرق.
بايدن في بولندا
بدوره، نوه الرئيس الأمريكي إلى أنه غير متأكد من تغيير روسيا لاستراتيجيتها في أوكرانيا للتركيز على جهود "تحرير" منطقة دونباس الشرقية الانفصالية، على الرغم من التعثر في بعض المناطق.
في وقت سابق من يوم السبت، التقى بايدن مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ووزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف في العاصمة البولندية وارسو، في أول لقاء مباشر له مع كبار المسؤولين الأوكرانيين منذ بداية الحرب.
ووصف بايدن بوتين بأنه "جزار" بعد أن قام بجولة في مطبخ طعام للاجئين الأوكرانيين.
بينما استبعد حلف شمال الأطلسي فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى اشتباكات مباشرة مع القوات الروسية وتصعيد على مستوى أوروبا.
كانت زيارة بايدن إلى بولندا محطته الأخيرة في رحلة إلى أوروبا أكدت معارضته للغزو الروسي وتضامنه مع أوكرانيا وتصميمه على العمل عن كثب مع الحلفاء الغربيين لمواجهة الأزمة.
كذلك أوضح تقرير للمخابرات البريطانية، السبت، أن القوات الروسية تعتمد على القصف الجوي والمدفعي العشوائي بدلاً من المخاطرة بعمليات برية واسعة النطاق.
مضادات للأسلحة الكيميائية
في السياق ذاته، قالت نائبة وزير خارجية أوكرانيا أمينة جباروفا، إن التقارير الاستخباراية لبلادها، تكشف تعاطي الجنود الروس لمضادات سميّة، من أجل حماية أنفسهم من أسلحة كيميائية.
كما أضافت جباروفا، في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول على هامش أعمال النسخة العشرين من "منتدى الدوحة"، أنّ استخدام روسيا للأسحة الكيميائية "لن يكون أمراً مستغرباً".
وأشارت إلى أن روسيا لم تحقق أهدافها العسكرية حتى الآن في أوكرانيا، قائلة: "حسب المعلومات التي وصلتنا يستعدون (الروس) للقيام بعمل ما. رفقاؤنا في الجبهات يتحدثون عن إمكانية لاستخدام أسلحة كيميائية. نحن نعلم روسيا من أي نوع من الدول. ما يهمنا الآن هو الدفاع".
غير أن جباروفا دعت إلى فرض حظر جوي على الأجواء الأوكرانية وعدم انتظار روسيا حتى تستخدم الأسلحة البيولوجية والكيميائية، مضيفة: "روسيا تجاوزت كل الخطوط الحمراء في أوكرانيا واستخدمت القنابل الفسفورية، لذلك استخدامها للأسلحة الكيميائية لن يكون مفاجئاً".
كذلك شدّدت على أنّ أمن أوكرانيا في غاية الأهمية لدول الخليج، قائلة: "إنّ العديد من الموانئ التي تصدر المواد الغذائية وفي مقدمتها القمح، خاضعة للاحتلال أو هدف لها. روسيا تريد إغلاق البحر الأسود ومنعنا من تصدير القمح لدول الخليج".
تضارب في أرقام الضحايا
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة مقتل 1081 مدنياً وإصابة 1707 في أوكرانيا منذ بدء الغزو، لكنها تقول إنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك. وقال مكتب المدعي العام الأوكراني، السبت، إن نحو 136 طفلاً لقوا حتفهم حتى الآن.
فيما نقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية، الجمعة، عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن 1351 جندياً روسيا لقوا حتفهم وأصيب 3825 آخرون. وتقول أوكرانيا إن 15 ألف جندي روسي لقوا حتفهم. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه المزاعم بشكل مستقل.
في حين أظهرت لقطات من ماريوبول التي كان يقطنها 400 ألف نسمة قبل الحرب مباني مدمرة ومركبات محترقة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إنه تم التوصل إلى اتفاق لإنشاء عشرة ممرات إنسانية، السبت، لإجلاء المدنيين من النقاط الساخنة في الخطوط الأمامية.
فقد قالت فيريشتشوك، في حديث للتلفزيون الرسمي، إن المدنيين الذين يحاولون مغادرة ماريوبول سيضطرون إلى السفر بسيارات خاصة، لأن القوات الروسية لا تسمح للحافلات بالمرور عبر نقاط التفتيش الخاصة بهم، مشيرة إلى أنه لا يزال من الضروري إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من ماريوبول.