يعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) على الاستفادة من حالات التذمر والاستياء في صفوف الروس المقيمين في أمريكا لتجنيدهم من خلال إعلانات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، استخدمت فيها واشنطن كلمات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بحسب صحيفة "The Washington PoST" الأمريكية الخميس 24 مارس/آذار 2022، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يسعى لتجنيد أفراد ناطقين بالروسية من خلال إعلانات تظهر على الهواتف المحمولة المتواجدة داخل أو بالقرب من السفارة الروسية في واشنطن.
حيث تقول الصحيفة إن الإعلانات، التي تظهر على فيسبوك وتويتر وغوغل، "مستهدفة جغرافياً بعناية"، حيث تلقى مراسلها الإعلان على صفحته بفيسبوك حين
كان يقف بجوار السفارة صباح الأربعاء، لكن الإعلان اختفى عندما وقف بعيداً عن السفارة.
بحسب الصحيفة، فإن الإعلانات تهدف إلى الاستفادة من أي استياء أو غضب داخل الدوائر الدبلوماسية أو المخابراتية الروسية أو بين المهاجرين الروس بسبب غزو أوكرانيا، فيما قال خبراء مكافحة التجسس إن الغزو الروسي لأوكرانيا شكل "فرصة كبيرة للمخابرات الأمريكية لتجنيد أشخاص جدد".
فيما تستخدم الحملة الإعلانية كلمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشجيع الأشخاص العاملين في السفارة أو الذين يزورونها للتحدث إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.
حيث يقتبس الإعلان فكرته عن اجتماع عقده بوتين ووبّخ فيه علانية رئيس استخباراته سيرغي ناريشكين، مصححاً موقف رئيس المخابرات من السياسة الروسية تجاه المناطق الشرقية الانفصالية في أوكرانيا.
كان ناريشكين تلعثم في الاجتماع وبدا غير متأكد مما يريده بوتين أن يقوله.
باللغة الروسية، نقل إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي عن بوتين قوله: "تحدث بوضوح يا سيرغي"، مذكراً ضباط المخابرات العاملين في السفارة بأن بوتين أهان رئيسهم.
ثم يعيد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي استخدام كلمات بوتين لكن بطريقة أخرى، قائلاً أيضاً بالروسية: "تحدث بوضوح، نحن مستعدون للاستماع".
أما النص الذي يظهر فوق الإعلان فيقول: "المعلومات المقدمة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي من العامة هي أكثر الوسائل فعالية لمكافحة التهديدات. إذا كانت لديك معلومات يمكن أن تساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي، فيرجى الاتصال بنا".
مسؤول كبير بالكرملين يستقيل
يأتي ذلك في الوقت الذي ترك السياسي الإصلاحي الروسي المخضرم، أناتولي شوبيس، منصبه كممثل خاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وغادر البلاد، ليصبح أبرز شخصية تتنحى منذ حرب أوكرانيا، وفق ما نقلته وكالة رويترز الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، عن مصدر مطلع.
كما قال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن شوبيس الذي شغل في السابق منصب كبير موظفي الرئيس السابق بوريس يلتسين، ترك منصب الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين للعلاقات مع المنظمات الدولية.
كان قد تم تعيينه للمنصب الذي يتطلب العمل من أجل "تحقيق أهداف التنمية الاستراتيجية" في عام 2020 بعد أيام من استقالته من منصب رئيس شركة التكنولوجيا الحكومية "روسنانو" التي كان يديرها منذ عام 2008.
بينما لم يذكر المصدر سبب قرار شوبيس مغادرة البلاد، فيما وأغلق شوبيس هاتفه ولم يرد على سؤال من مراسل رويترز للتعليق.
وكالة رويترز أشارت إلى أن الكثير من الروس يلقون باللوم على شوبيس في السماح لمجموعة صغيرة من كبار رجال الأعمال بإثراء أنفسهم في عمليات الخصخصة في تسعينيات القرن الماضي، بينما ترك ملايين الروس في حالة فقر وسط انهيار اقتصادي وأزمات.