أجرت القوات المسلحة في كوريا الجنوبية تدريبات صاروخية بالذخيرة الحية، الخميس 24 مارس/آذار 2022، شملت اختبار إطلاق صواريخ رئيسية، في استعراض لقواتها بعد ما اعتبرته استفزازات كوريا الشمالية، وتجاربها الصاروخية.
حيث ذكرت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية (JCS)، في بيان، أن "الجيش الكوري الجنوبي أطلق صواريخ باليستية وتكتيكية مباشرة من الأرض والبحر والجو في البحر الشرقي، بعد ساعات فقط من إطلاق الجارة الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات في البحر"، بحسب وكالة "يونهاب" المحلية.
فيما أوضحت الهيئة أنها "قامت بتعبئة صاروخ أرض-أرض من طراز (هيون مو-2)، وأحد صواريخ نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، بالإضافة إلى صاروخ من طراز (هيه سونغ-2)، الذي يتم إطلاقه من السفينة إلى البر، وصاروخين جو-أرض من طراز (جيه دام)".
رسالة واضحة
تلك التدريبات تهدف إلى إرسال رسالة واضحة عن القوة المضادة إلى كوريا الشمالية، بحسب البيان نفسه.
كما لفت البيان إلى أن "التجربة تؤكد قدرة الجيش (الكوري الجنوبي) على توجيه ضربة دقيقة إذا لزم الأمر ضد أي موقع إطلاق أي صاروخ كوري شمالي ونظام قيادته".
في وقت سابق من يوم الخميس، كشفت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية (JCS)، في بيان، أن "كوريا الشمالية أطلقت ما يشتبه في أنه صاروخ باليستي بعيد المدى باتجاه البحر الشرقي".
من جهته، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي-إن، أن المقذوف الذي أطلقته كوريا الشمالية هو صاروخ باليستي عابر للقارات؛ "ما يشكل أول استخدام من قبل بيونغ يانغ لسلاح على هذا القدر من القوة منذ 2017″، حسب قوله.
مون أردف، في بيان، أن الخطوة التي قامت بها جارة بلاده الشمالية تشكل "خرقاً لتعليق إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، الذي وعد به الزعيم (الكوري الشمالي) كيم جونغ أون المجتمعَ الدولي"، وخرقاً أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
إدانة أمريكية
بدورها، قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان يدين التجربة: "يمثل هذا الإطلاق انتهاكاً صارخاً لعدة قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويزيد التوتر دون داع، ويهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".
كذلك أضافت "الباب لم يغلق في وجه الدبلوماسية، لكن بيونغ يانغ يجب أن تتوقف على الفور عن الأفعال المزعزعة للاستقرار".
في حين أشار محللون إلى أن الاختبار كان لما يسمى بـ"الصاروخ الوحش" أو "هواسونغ 17″، وهو نظام جديد من الصواريخ العابرة للقارات لم يتم إطلاقه سابقاً. وأجرت بيونغ يانغ الأحد تجارب عديدة براجمات صواريخ، وفقاً للجيش الكوري الجنوبي.
يشار إلى أنه في أبريل/نيسان 2018، أعلنت كوريا الشمالية عن تعليق التجارب النووية وتجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتزمت بتعهدها منذ ذلك الوقت، غير أنها ألمحت في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى إمكانية كسر الحظر الذاتي.
فيما تم التأكد من أنها أجرت تجربتي الصواريخ الباليستية الخاصة بنظام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، يومي 27 فبراير/شباط و5 مارس/آذار من العام الجاري، بحسب "يونهاب".
على إثر ذلك، أثارت كوريا الشمالية قلق واشنطن، بعد استئنافها بشكل كبير اختبارات تلك الصواريخ طويلة المدى، خاصة بعدما كشف مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، في 10 مارس/آذار، أن بيونغ يانغ استخدمت في الآونة الأخيرة ما يعد أكبر منظومة صواريخ باليستية تملكها الدولة في عمليّتي إطلاق سريتين.