تعرَّض وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بارليف، لموقف محرج بعدما تعهد باعتقال مُنفذ عملية الطعن في "بئر السبع" التي أثارت صدمة بتل أبيب، على الرغم من أن المنفذ قُتل بعد العملية التي أدت إلى مقتل 4 إسرائيليين وإصابة آخرين، فيما توعد رئيس الوزراء نفتالي بينيت، كل من ساعد بالعملية.
كان بارليف قد شارك في جنازة أحد القتلى الإسرائيليين في عملية الطعن، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، وأثار الوزير الاستغراب عندما عندما تعهد بوضع "منفذ عملية الطعن" وراء القضبان، على الرغم من أنه فارق الحياة، بحسب ما ذكره موقع "تايمز أوف إسرائيل".
بارليف قال في وقت لاحق، إنه "طُلب منه إلقاء كلمة في اللحظة الأخيرة وأخطأ في الحديث"، حيث قصد أن يقول إنه سيتم تقديم أي متواطئ مع منفذ الهجوم للعدالة.
من جانبه، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، كل من "ساعد أو ألهم" منفذ عملية الطعن محمد أبو القيعان. جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع الفريق الوزاري المكلف بـ"مكافحة الجريمة في المجتمع العربي"، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
بينيت قال: "أريد أن أشكر مجدداً المواطنَين اللذين تصرفا بحكمة وشجاعة وأنقذا أرواح الناس"، وأضاف أن "قوات الأمن تعمل على الوصول إلى كل من كان على اتصال مباشر أو غير مباشر بالإرهابي. كل من ساعده وألهمه وحرَّضه وتعاون معه.. سنصل إليه"، بحسب تعبيره.
كان إسرائيليان قد أطلقا النار على منفذ العملية أبو القيعان (35 عاماً)، وهو من سكان بلدة حورة بالنقب، ما تسبب بوفاته.
عقب عملية الطعن اعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية شقيقي أبو القيعان؛ للاشتباه في تقديمهما الدعم له، وطلبت محكمة تمديد اعتقالهما حتى الخميس المقبل، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
شكَّلت عملية الطعن صدمة لأجهزة الأمن الإسرائيلية؛ لكونها وقعت داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
المحلل الأمني في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هارئيل، قال في مقال، إن الهجوم "في بئر السبع يعيد الذكريات القديمة؛ لقد مرت سنوات منذ أن تمكن مهاجم منفرد آخر مرة من ارتكاب مثل هذه المذبحة باستخدام أدوات بسيطة مثل السكين والسيارة"، بحسب تعبيره.
أضاف هارئيل أنه "مع اقتراب شهر رمضان، والتحذيرات الاستخبارية العديدة، والحكومة التي تتعرض لهجمات مستمرة من اليمين، يبدو أن هناك وصفة مثالية لتصعيد التوترات في المناطق وداخل إسرائيل".
كان قائد الشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، قد قال أمام مجمع تجاري في بئر السبع الذي كان مسرحاً لعملية الطعن: "هذه عملية قتل شنيعة لم نواجهها منذ وقت طويل"، وفق تعبيره، وأكد أن أجهزة الأمن "لم تتوافر لها أي معلومات مسبقة عن العملية".
يأتي هذا بينما يتخوف الفلسطينيون من أن تتخذ إسرائيل من عملية بئر السبع ذريعة لتصعيد انتهاكاتها، سواء ضد سكان النقب أو ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وضمنها القدس الشرقية المحتلة، وفقاً لوكالة الأناضول.
من جانبها، ذكرت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم المصادقة بشكل نهائي، يوم الأحد المقبل، على إقامة 10 مستوطنات جديدة في النقب.
يُشار إلى أن إسرائيل تواصل بوتيرة يومية، اعتداءاتها على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ومن دون جدوى حتى الآن، تطالب السلطة الفلسطينية منذ سنوات، المجتمع الدولي بتوفير حماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.