رفض المسؤولون في إيران الالتزام بالشرط الذي وضعته أمريكا من أجل الموافقة على رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، وأشار موقع "Axios" الأمريكي الذي أورد الخبر، إلى أن شرط واشنطن يتمثل في التزام طهران علناً بتهدئة التصعيدات في منطقة الشرق الأوسط.
الموقع الأمريكي أوضح في تقريره، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، أنه مع اقتراب الاتفاق على استعادة الصفقة النووية لعام 2015، فإن مطالبة إيران للرئيس بايدن بالتراجع عن قرار الرئيس السابق ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمةً إرهابية أجنبية" واحدة من آخر النقاط العالقة المتبقية.
في الأسابيع الأخيرة، تفاوض المبعوث الأمريكي لإيران، روب مالي، على نقطة الحرس الثوري الإيراني، في حديث غير مباشر مع الإيرانيين، من خلال المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.
حذف الحرس الثوري من لائحة الإرهاب
كان أحد المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة في المفاوضات هو أن تحذف إدارة بايدن الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية مقابل التزام علني من إيران بخفض التصعيد في المنطقة.
فيما لم يوافق الإيرانيون على الطلب الأمريكي واقترحوا إعطاء الولايات المتحدة خطاباً جانبياً خاصاً بدلاً من ذلك، حسبما أخبر مصدران أمريكيان ومسؤول إسرائيلي موقع Axios.
بينما لم يعلق مسؤول كبير في وزارة الخارجية على الموقف الإيراني، لكنه قال إنَّ الولايات المتحدة كررت للإيرانيين موقفها من تصنيف الحرس الثوري الإيراني قبل يومين وتنتظر الرد.
مع مرور الوقت، يزداد قلق البيت الأبيض بشأن التداعيات السياسية المحلية للوصول لأي اتفاق مع إيران فيما يتعلق بتصنيف الحرس الثوري الإيراني وتقبُّل الفكرة، حسبما قال المصدران الأمريكيان المطلعان مباشرةً على هذه القضية.
إذ قال المسؤول الكبير بوزارة الخارجية إنه لم يكن هناك تغيير في موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بتصنيف الحرس الثوري الإيراني.
فيما انتقد عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطيان، بن كاردان وبوب مينينديز، علانيةً إمكانية حذف الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للإرهاب.
كما أعرب الجمهوريون عن غضبهم من هذه الخطوة المحتملة. ووصف ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين بإدارة ترامب، في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء 22 مارس/آذار، هذه الخطوة بأنها "استسلام خطير".
الإدارة الأمريكية تطمئن المعارضين
قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إنَّ تصوير المحادثات غير المباشرة مع الإيرانيين بشأن الحرس الثوري الإيراني لم يكن دقيقاً.
أضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "كما قلنا، سيعود الرئيس إلى خطة العمل الشاملة المشتركة إذا كان ذلك في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، وسيعيد إيران بالكامل إلى التزاماتها النووية. لا يزال هناك عدد من الفجوات العالقة في هذه المفاوضات. ويقع عبء سد هذه الفجوات على عاتق إيران".
بحسب بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، قال وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان لنظيره العراقي، إنَّ إيران عرضت بعض المبادرات على الولايات المتحدة من خلال منسق الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالقضايا المتبقية البالغة الأهمية، وشدد على أنَّ المسؤولية تقع الآن على الجانب الأمريكي لإظهار حسن النية.
واشنطن تنتظر رد طهران
بينما لمح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي نيد برايس، الإثنين 21 مارس/آذار، إلى أنَّ الولايات المتحدة تنتظر حتى ما بعد عطلة عيد النوروز التي تستمر أسبوعين، لتحديد ما إذا كانت إيران مستعدة للتحرك بشأن مطالبها.
كما أوضح المسؤول الكبير في وزارة الخارجية لاحقاً، أنَّ تعليقات برايس لا تعني أنَّ الولايات المتحدة ستنتظر حتى ما بعد عطلة نوروز، لكنها تتوقع الحصول على رد إيراني في غضون أيام.
قال برايس، يوم الثلاثاء 22 مارس/آذار، إنَّ إدارة بايدن ناقشت منذ فترة طويلة، "البدائل" مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسرائيل ودول الخليج؛ للتحضير لسيناريو لا عودة فيه إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وأضاف: "سنتوصل لتقييم جيد بشأن كل هذا في وقت قريب".