اعتبرت تركيا، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، أن الوضع الإنساني الحالي في أوكرانيا "جاء نتيجة انتهاك روسيا الصارخ" للقانون الإنساني الدولي، داعية إلى وقف الحرب على الفور.
جاء ذلك في كلمة مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، خلال الجلسة الاستثنائية للجمعية العامة التي عُقدت بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، بشأن مشروع قرار قدمته 22 دولة بينها تركيا، حول الوضع الإنساني في أوكرانيا.
السفير التركي قال لممثلي الدول الأعضاء بالجمعية العامة: "هذه الحرب ما كان يجب أن تبدأ، ولابد من إيقافها فوراً"، وأضاف: "يجب أن يكون احترام سيادة أوكرانيا ووحدة ترابها في صميم جهودنا"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
كذلك، أشار السفير أوغلو إلى أن "الأزمة الإنسانية في أوكرانيا ليست نتيجة كارثة طبيعية، إنما هي من صنع الإنسان، وجاءت نتيجة انتهاك روسيا الصارخ للقانون الإنساني الدولي (..) هذا الأمر غير مقبول".
يأتي هذا بينما ترتبط تركيا، العضو في حلف (الناتو)، والتي تشارك أوكرانيا وروسيا في حدود بحرية بالبحر الأسود، بعلاقات طيبة مع الدولتين وعرضت التوسط بينهما.
كانت أنقرة قد عبّرت عن دعمها لكييف، لكنها أيضاً عارضت العقوبات الغربية بعيدة الأثر التي فُرضت على موسكو بسبب الهجوم على أوكرانيا.
كذلك وفي حين تقيم تركيا علاقات وثيقة مع روسيا في مجالات الطاقة والدفاع والتجارة، وتعتمد كثيراً على السائحين الروس، فقد باعت طائرات مسيرة لأوكرانيا، مما أثار غضب موسكو.
أيضاً تعارض تركيا السياسات الروسية في سوريا وليبيا، كما تعارض ضم موسكو لشبه جزيرة القرم.
تتزامن تصريحات السفير التركي مع مناقشة أعضاء الجمعية العامة مشروع قرار صاغته فرنسا والمكسيك وقدمته 22 دولة عضو بالأمم المتحدة بينها تركيا، واليوم الأربعاء أعلنت بولنيا كوبيك، متحدثة رئيس الجمعية العامة، أن عدد الدول التي قدمته ارتفع إلى 65 دولة.
يدعو مشروع القرار إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية التي ترتكبها القوات الروسية، كما يطالب بإنهاء الحصار الذي تفرضه هذه القوات على مدينة ماريوبول جنوبي أوكرانيا".
في السياق نفسه، يصوت أعضاء مجلس الأمن الدولي عصر اليوم بتوقيت نيويورك، على مشروع قرار صاغته روسيا بشأن الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا.
يدعو مشروع القرار الروسي "جميع الأطراف المعنية إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير الحماية للمدنيين، وضمنهم النساء والأطفال والعاملون في المجال الإنساني"، إضافة لمطالبته جميع الأطراف بـ"الامتناع عن تعمد وضع أهداف ومعدات عسكرية بالقرب من الأعيان المدنية".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، شرعت روسيا في شن عملية عسكرية ضد جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والرياضية.
تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".