قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية الإثنين 21 مارس/آذار 2022، إن علاقات إيلون ماسك بالصين تثير القلق في واشنطن، حتى بين بعض المشرعين الجمهوريين الذين يُعتبرون من أشد الداعمين لرائد الأعمال الملياردير.
تتركز هذه المخاوف على إمكانية وصول الصين إلى المعلومات السرية لدى شركة Space Exploration Technologies Corp (سبيس إكس) التي يملكها ماسك، وذلك من خلال الموردين الأجانب للشركة الذين تربطهم علاقات ببكين.
يشعر بعض المشرعين بالقلق أيضاً من غياب خطوط فاصلة واضحة بين شركة "سبيس إكس" وشركة "تسلا" لصناعة السيارات، التي يملكها ماسك أيضاً وتنشط بدرجة كبيرة في الصين.
تأتي هذه المخاوف وسط منافسة شرسة بين الولايات المتحدة والصين أشعلها مؤخراً تركيز الصين على تكنولوجيا الفضاء، فيما تتصاعد التوترات أيضاً بسبب شراكة الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مطالبة ماسك بالحذر
من جانبه، طالب النائب كريس ستيوارت (جمهوري عن ولاية يوتا) بتوفير "إحاطات سرية" في الكونغرس من مسؤولين في هيئات مثل مكتب الاستطلاع الوطني، الذي ينسق إطلاق أقمار صناعية استخبارية، لتحديد إن كانت للحكومة الصينية أي روابط مباشرة أو غير مباشرة مع "سبيس إكس".
حيث قال ستيوارت، العضو البارز في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب: "أنا من محبي إيلون ماسك وسبيس إكس، لكن أي شخص قد يشعر بالقلق إذا كانت تجمعه روابط مالية مع الصين. والكونغرس ليس لديه فكرة قوية عن هذا".
من جانبها، قالت وزيرة التجارة جينا ريموندو، التي تشترك وزارتها في مسؤولية حماية التكنولوجيا الأمريكية، إن الشركات الأمريكية بحاجة إلى توخي مزيد من الحذر في تعاملها مع الصين.
حيث قالت: "من المؤكد أن ممارسات الصين القسرية، والمانعة للمنافسة، والساعية لسرقة ملكيتنا الفكرية أو سرقة تكنولوجيتنا وخبرتنا موثقة جيداً. ولذا فأي رجل أعمال يتعامل مع الصين من الضروري أن يلتزم الحذر الشديد".
فيما قدم السناتور ماركو روبيو رئيس الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، مشروع قانون في ديسمبر/كانون الأول 2021 للتصدي لتهديد وصول الصين إلى أسرار تكنولوجيا الفضاء عبر أطراف ثالثة.
هذا المشروع من شأنه أن يمنع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) والهيئات الحكومية الأمريكية الأخرى من منح عقود للشركات التي تتعامل مع موردين تربطهم علاقات مع الصين، وسيُلزِم بكشف مزيد من المعلومات عن الاستثمارات الصينية في الشركات الأمريكية المشاركة في قطاع صناعة الفضاء الخاص.
قال روبيو في تصريح لصحيفة The Wall Street Journal: "أي شركة تعمل في الصين ستتعرض للضغط والاستغلال من الحزب الشيوعي الصيني"، في إشارة إلى عمليات شركة ماسك، تسلا، في الصين.
ويشعر عديد من الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بالقلق أيضاً من علاقات ماسك بالصين ويراقبون تحركاته، وفقاً لأحد مساعدي اللجنة.
يُشار إلى أن الصين واحدة من أكبر أسواق تسلا، ويرجع الفضل الأكبر في ذلك لدعم الحزب الشيوعي الصيني. إذ منحت السلطات الصينية ماسك قروضاً منخفضة الفائدة، وأراضي رخيصة وحوافز أخرى لإقامة مصنع في شنغهاي افتتح عام 2019 لتجميع سيارات تسلا وحزم البطاريات.
وفي عامي 2019 و2020، تلقت تسلا قرضين من البنوك الصينية، وفقاً لتقرير الشركة السنوي لعام 2021، أحدهما تسهيل بقيمة 1.4 مليار دولار للمساعدة في بناء مصنعها في شنغهاي.