قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن واشنطن أرسلت عدداً كبيراً من بطاريات أنظمة الدفاع الجوية "باتريوت" إلى السعودية، لصد هجمات جماعة الحوثي اليمنية على المملكة.
الصحيفة نقلت عن مسؤولين أمريكيين رفيعين قولهما إن إرسال البطاريات جرى الشهر الماضي، وأضافت أن الحكومة السعودية لطالما طلبت أنظمة "باتريوت" من واشنطن، خاصةً ضد هجمات الطائرات بدون طيار، والصواريخ التي يشنها الحوثيون.
أشارت الصحيفة إلى أن تلبية الطلب تأخرت بسبب بروتوكولات أمنية طويلة، ولم تتطرق الصحيفة إلى عدد البطاريات التي تسلمتها السعودية.
أحد المسؤولين قال للصحيفة إن عمليات النقل سعت إلى ضمان تزويد السعودية بالمنظومة الدفاعية التي تحتاجها بشكل كافٍ، لصد هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي يشنها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن.
أشار المسؤولون الذين تحدثوا للصحيفة إلى أن قرار إرسال بطاريات الباتريوت استغرق شهوراً بسبب ارتفاع الطلب على الأسلحة من قبل حلفاء الولايات المتحدة الآخرين، والحاجة إلى الخضوع للتدقيق العادي، وليس "لأن البيت الأبيض كان يؤخر تسليمها عمداً".
تلفت الصحيفة إلى أن العلاقات بين أمريكا والسعودية تدهورت منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه، وبسبب قرار واشنطن إزالة الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية، وعلاقة الرئيس الأمريكي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد قالت، الأربعاء 9 مارس/آذار 2022، إن البيت الأبيض فشل في محاولة إجراء اتصال هاتفي بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على وقع أزمة النفط العالمية بسبب حرب روسيا على أوكرانيا.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الفترة الأخيرة تشهد علاقات سيئة بين بايدن والسعودية، وأضافت أن السعودية وضعت شروطاً لواشنطن لمساعدتها في أزمة النفط؛ إذ تطلب من إدارة بايدن المزيد من الدعم في حرب اليمن، والمساعدة في البرنامج النووي، والحصول على دعم أكبر بخصوص إيران، بالإضافة إلى توفير حصانة قانونية لولي العهد محمد بن سلمان، والتدخل في الدعاوى القضائية المرفوعة ضد السعوديين في الولايات المتحدة بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.
يأتي هذا بينما عاود الحوثيون هجومهم على المملكة، وقالت وزارة الطاقة السعودية، الأحد 20 مارس/آذار 2022، إن منشآت نفطية في المملكة تعرضت لاعتداء بطائرات مسيرة.
كذلك أعلن التلفزيون السعودي، الأحد 20 مارس 2022، أن التحالف الذي تقوده المملكة قد اعترض "هدفاً جوياً معادياً" أُطلق باتجاه مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر.
سبق أن شنت جماعة الحوثي هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على أهداف مدنية حيوية في السعودية، ما أسفر عن أضرار مادية وإصابات بشرية.
يُذكر أنه منذ مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً يدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن، بطلب من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتقاتل تلك القوات الحوثيين، المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات يمنية، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/أيلول 2014.