قالت وكالة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته يوم الأحد 20 مارس/آذار 2022 إن شركات العملات المشفرة في أوكرانيا استطاعت التمدد والتوسع في البرتغال دون غيرها من الدول الأوروبية رغم الحرب الروسية، وذلك بسبب انعدام الضرائب في هذا البلد على أرباح العملات الرقمية.
تمدد الشركات الأوكرانية في البرتغال سيسمح للموظفين الأوكرانيين العاملين في شركات العملات الرقمية الذين هربوا من الحرب بأن يحافظوا على وظائفهم حال وصولهم البرتغال.
توسع نشاط شركات العملات الرقمية الأوكرانية في البرتغال
فيما قالت الوكالة الأمريكية إن يُسر تكاليف المعيشة في البرتغال كذلك وطقسها المعتدل، الذي يجذب إليها قطاعاً من العاملين في التشفير، ووجود جالية أوكرانية كبيرة، كلها أسباب سمحت باتساع نشاط شركات العملات الرقمية الأوكرانية.
من جانبها ماريا ياروتسكا (35 عاماً) والتي قادت سيارتها عبر أوروبا لمدة 6 أيام مع والدتها وابنتها وكلبها هرباً من الحرب في أوكرانيا، وأنهت رحلتها في العاصمة البرتغالية لشبونة، وخلافاً لآلاف اللاجئين الذين قطعوا نفس الرحلة التي تبعد 2500 ميل للوصول إلى البلد القاري الواقع في أقصى غرب أوروبا، فإنها سوف تتمكن من الحفاظ على وظيفتها.
السبب أن الشركة الموظفة لها- شبكة بلوكتشين تُسمى NEAR الشريك المؤسس لها أوكراني- توسِّع نطاق وجودها في البرتغال وصارت داعمة للاجئين الفارين من الحرب.
وجود زملاء عمل كثر
قالت ياروتسكا عبر مكالمة هاتفية من لشبونة حيث تقيم في أحد المنازل مؤقتاً إلى أن تعثر على مكان دائم للإقامة: "لدي زملاء عمل كثيرون هنا. سيساعدونني في تقنين وثائقي حتى أتمكن من الإقامة".
كذلك ومثل البلدان الأوروبية الغربية الأخرى التي صارت ملاذاً للأوكرانيين الهاربين من الغزو الروسي، استوعبت البرتغال تدفق اللاجئين إليها.
حيث تُقدم السلطات في لشبونة مساكن مؤقتة لمئات اللاجئين داخل صالة رياضية حُوّلت إلى مركز للاستقبال. وقد اعتمد مسؤولو المدينة خطة لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين في إيجاد منازل لهم وأعمال ومدارس ورعاية صحية، وفقاً لعمدة المدينة كارلوس مويداس.
قصة أخرى حدثت في أواخر فبراير/شباط 2022 بطلها فالنتين سوتوف، مطوّر برمجيات يعمل على لعبة في عالم ميتافيرس قائمة على التشفير تُسمى Amber، فرَّ من مدينة موكاشيفو في غرب أوكرانيا في سيارةٍ دون أن يحمل معه غير حقيبة ظهر وحاسبه المحمول، وهو يأمل الآن في العمل في مكتب مع زميلين له قطعا معه الرحلة إلى لشبونة.
معوقات للحصول على الإقامة الرسمية
لكن لم يكن الأمر سهلاً: إذ بعد الإقامة في مكان تابع لـ Airbnb ثم في مكان مؤقت آخر، يبحثون الآن عن شقة أخرى ويجدون الأمر صعباً، وقال سوتوف (35 عاماً): "يجب أن تمتلك عقداً لمدة سنة، وأن يكون معك ضامن برتغالي، ورقم ضريبي وتأشيرة دخول. نحن نطلب مساعدة أصدقائنا إذ لا نعرف ما ينبغي فعله". لكن حتى في ظل وضعه الحرج، يُدرك سوتوف الفرصة السانحة.
كذلك فقد أضاف في حديثه للوكالة الأمريكية: "الجميع هنا منفتحون. إنه موكب من الأمم"، ويرى في انتقاله إلى البرتغال فرصة كبيرة لمنتجه "إذ صار في وسعنا العمل مع الكثير من متخصصي تكنولوجيا المعلومات في مكان واحد".
يذكر أن عدد السكان الأجانب في البرتغال ارتفع بنسبة 40% على مدار العقد الماضي وبلغ 555.299 نسمة، وفقاً للمعهد الوطني للإحصائيات. وعلاوة على انعدام الضرائب على أرباح التشفير (لا تخضع الأرباح من مبيعات العملات المشفرة لضريبة الدخل الشخصي ما لم تُعتبر نشاطاً محترفاً)، تُقدم البرتغال لبعض الأجانب ضريبة دخل ثابتة بنسبة 20% أو ضريبة معاش ثابتة بنسبة 10%.
تقنين البلوكتشين والتشفير
من جانبها قالت ماريا إكستريمادورو، محامية في مدينة فيغو الإسبانية، ومتخصصة في تقنين البلوكتشين والتشفير: "يُغادر اثنان من بين كل ثلاثة أشخاص يأتون لاستشارتي. هناك مواهب كثيرة تذهب إلى البرتغال".
في حين رحبت البرتغال بكثير من اللاجئين الأوكرانيين، لا يزال التغلب على حاجز اللغة والعقبات اليومية المتعلقة بالوجود في مكان غير مألوف يحتاج وقتاً طويلاً. تقترب ياروتسكا من الشعور بالألفة في البلد الجديد: فقد وجدت مسكناً للعيش وبدأت ابنتها البالغة 9 أعوام دراستها في المدرسة المحلية.
حيث قالت في رسالة عبر تطبيق تليغرام: "يمكن القول إنني بخير. أنهت ابنتي يومها الثاني في المدرسة المحلية (التي أحبتها كثيراً)، وعثرت أخيراً على شقة سننتقل إليها".