أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الأحد 20 مارس/آذار 2022، أن بلاده توصلت إلى شراكة طويلة الأمد مع قطر في مجال الطاقة، فيما تسعى برلين إلى أن تصبح أقل اعتماداً على مصادر الطاقة الروسية، وذلك بعد هجوم موسكو على أوكرانيا وما تبعه من عقوبات أوروبية على الكرملين وتوتر للعلاقات.
متحدث باسم وزارة الشؤون الاقتصادية الألمانية في برلين أكد كذلك أنه تم التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن "الشركات التي أتت إلى قطر مع هابيك ستدخل في مفاوضات تعاقدية مع الجانب القطري".
من جانبه، أشار الديوان الأميري في قطر في بيان إلى أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل هابيك وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لا سيما في مجال الطاقة.
فيما أشار وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي في بيان إلى أنه التقى أيضاً مع هابيك في الدوحة حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات بين قطر، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، وألمانيا في مجال الطاقة والتعاون المشترك.
ألمانيا تبحث عن بديل
تعد روسيا أكبر مورد للغاز لألمانيا، وقد أطلق وزير الشؤون الاقتصادية الألماني روبرت هابيك عدة مبادرات لتقليل اعتماد بلاده على روسيا في مجال الطاقة منذ أن غزت جارتها أوكرانيا.
بحسب تقرير للغارديان، فإن ألمانيا تعتمد على 32% من مصادر طاقتها على النفط، وثلث هذ النفط، أو 40% بحسب مصادر أخرى مصدره روسيا.
المستشار الالماني شولتز سبق أن أعلن معارضته لمقاطعة الغاز الروسي قبل إيجاد بديل حيث قال: "في هذا الوقت لا يمكن تأمين إمدادات الطاقة التي تحتاجها أوروبا من أجل التدفئة والتنقل والكهرباء والمصانع بأي طريقة أخرى. لهذا فإن (الطاقة الروسية) حتمية وجوهرية بالنسبة للخدمات العامة والأنشطة الحياتية اليومية لمواطنينا".
كررت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، المنتمية لحزب الخضر، الرسالة نفسها: "لو وجدنا أنفسنا في موقف لا تذهب فيه الممرضات والمدرسون لأعمالهم ولا تكون لدينا كهرباء لعدة أيام، يكون بوتين قد فاز بجزء من المعركة، لأنه سيكون قد دفع ببلدان أخرى إلى حافة الفوضى".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
تشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".
تسببت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حتى السبت 19 مارس/آذار 2022، بمغادرة ما لا يقل عن 3.2 مليون أوكراني البلاد، واتجه نحو ثلثيهم إلى بولندا.