أعلنت الحكومة الإسبانية، الجمعة 18 مارس/آذار 2022، تغيُّراً جذرياً في موقفها المتعلق بقضية الصحراء الغربية، من خلال دعمها موقف الرباط علناً وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافاً دبلوماسياً كبيراً بين البلدين.
وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قال أمام الصحفيين في برشلونة، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية "تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع" بين الرباط وجبهة البوليساريو، كما أكد ألباريس بذلك حرفياً رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، سبق أن كشف فحواها الديوان الملكي المغربي.
كما جاء في بيان للحكومة الإسبانية "ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم".
يأتي هذا الإعلان من جانب مدريد بعد صدور بيان عن الديوان الملكي المغربي، أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اعتبر فيها الأخير أن مبادرة "الحكم الذاتي" المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه "بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية من أجل تسوية الخلاف".
كما أعلنت مدريد أن من المقرر أن يجري سانشيز زيارة إلى المغرب، من دون أن تحدد موعدها، وأن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس سيزور الرباط "قبل نهاية الشهر الجاري"، في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.
يدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، حول الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تصنفها الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".
وتقترح الرباط، التي تسيطر على ما يقرب من 80 بالمئة من هذه المنطقة، منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير.
نهاية الخلافات الدبلوماسية
يأتي هذا بعد أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط، في أبريل/نيسان 2021، بسبب استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج، بعد إصابته بكوفيد-19.
تلى ذلك في مايو/أيار الماضي، وصول أعداد كبيرة من المهاجرين المغاربة إلى جيب سبتة الإسباني، الواقع على الساحل الشمالي للمغرب، مستغلين تخفيفاً لمراقبة الحدود من الجانب المغربي.
وقبل الإعلانات الصادرة الجمعة، كانت حدة التوترات خفّت لكنها لم تنتهِ، وكان المغرب استدعى في مايو/أيار سفيرته في إسبانيا للتشاور، لكنها لم تعد إلى مدريد حتى الآن.
وقال برنابي لوبيز، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة مدريد المستقلة، إن هذه البادرة من جانب مدريد بشأن الصحراء تهدف أساساً إلى جعل الرباط تسيطر على تدفقات الهجرة، من أجل "أن يكون هناك مزيد من السيطرة"، بدلاً من "هذا الغياب المتعمد للسيطرة من جانب المغرب".