تواجه وكالات الإغاثة في البلدان التي تعاني من حالات الطوارئ الأكثر إلحاحاً، قرارات صعبة بشأن كيفية إنفاق أموالها، حيث قال الرئيس التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي: "ليس لدينا خيار سوى أخذ الطعام من الجوعى لإطعام المتضوِّرين جوعاً"، بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية الجمعة 18 مارس/آذار 2022.
وقد فَرَضَ الهجوم الروسي على أوكرانيا ضغوطاً هائلة على المساعدات الدولية المتقلِّصة بالفعل للدول التي تعاني من أزمات ضخمة كاليمن وأفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان.
وبالرغم من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة قد ارتفع بالفعل إلى 17.4 مليون، فإنه من المتوقع أن يرتفع أيضاً بأكثر من مليون بحلول نهاية عام 2022، قال برنامج الأغذية العالمي إن لديه فجوة في تمويل المساعدات الغذائية تبلغ 900 مليون دولار، حيث حقَّقَ البرنامج 11% فقط من هدفه التمويلي.
وفيما تعهَّد المانحون الأربعاء، 16 مارس/آذار، بتقديم 1.3 مليار دولار لليمن فقط، إلا أن هذا يقل بمقدار 3 مليارات دولار عن 4.3 مليار دولار تقول الأمم المتحدة إنها مطلوبة.
ويواجه ما يقدر بنحو 31 ألف شخص في اليمن مستويات كارثية من الجوع، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يستخدمه العاملون في المجال الإنساني. يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 161 ألف بحلول يونيو/حزيران 2022.
في أفغانستان، أدَّى تجميد مساعدات التنمية لأفغانستان منذ استيلاء طالبان على السلطة العام الماضي إلى إغراق الاقتصاد الذي يعتمد بالفعل على المساعدات في أزمة إنسانية يائسة.
ويواجه نصف السكان في أفغانستان انعدام الأمن الغذائي- من بينهم 8.7 مليون شخص معرضون لخطر ظروف "شبيهة بالمجاعة".
لكن طلب الأمم المتحدة البالغ 4.44 مليار دولار مُوِّلَ بنسبة 13% فقط منذ إطلاقه في يناير/كانون الثاني 2022. وينقص برنامج الأغذية العالمي وحده 525 مليون دولار من التمويل الذي يحتاجه بشكل عاجل لتلبية احتياجات الجوع للأشهر الستة المقبلة.
وفقاً للأمم المتحدة، فإن معظم البلاد تغرق في الديون، و95% من العائلات لا تأكل ما يكفي، وكلُّ أسرة تعولها امرأة ليس لديها ما يكفي من الغذاء.
أما إثيوبيا، فقد أدَّى القتال الدائر في منطقة تيغراي وحولها في شمال إثيوبيا إلى نزوح أكثر من مليونيّ شخص، فيما تفتقر الأمم المتحدة إلى 300 مليون دولار من هدفها التمويلي البالغ 957 مليون دولار.
تريد الأمم المتحدة الوصول إلى 870 ألف شخص كلَّ أسبوع، ولكن منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2021 وصل عددهم إلى 740 ألفاً فقط.
تقول الأمم المتحدة إن معظم العائلات في تيغراي ليس لديها ما يكفي من الطعام، وتتأقلم من خلال تقليل الوجبات أو بيع المحاصيل لسداد الديون أو التسوُّل، كما أن هناك 454 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في المنطقة، أكثر من ربعهم يعانون من سوء تغذية حاد، وتعاني 120 ألف امرأة من الحوامل أو المرضعات من سوء التغذية.
فيما تواجه جنوب السودان، أسوأ أزمة جوع على الإطلاق، وفقاً للأمم المتحدة، التي حذَّرَت من أن 70% من الناس سيكافحون لتجاوز فترة الجفاف المقبلة مع نضوب الإمدادات.
ويُقدَّر أن 8.9 مليون شخص، من سكان جنوب السودان الذين يبلغ عددهم 11.4 مليون نسمة، يحتاجون بالفعل إلى المساعدة، لكن التمويل الأممي هناك يفتقر إلى 529 مليون دولار.
ويتبع فترة الجفاف موسم فيضان شديد، مِمَّا حدَّ من حركة المجتمعات والوكالات الإنسانية. وقد تفاقم الوضع بسبب الصراع في البلاد. ولجأت المجتمعات إلى إعالة نفسها، بما يتضمَّن نهب إمدادات الإغاثة ومهاجمة عمال الإغاثة.