نشرت مجموعة مجهولة على تطبيق "تليغرام"، الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، مقطع فيديو تضمن صوراً شخصية ووثائق لرئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد بارنياع، وأشارت إلى أنها حصلت عليها من خلال عملية استخباراتية استغرت وقتاً طويلاً.
المجموعة المجهولة تُدعى "الأيادي المفتوحة-Open Hands"، قالت إن العملية الاستخباراتية ضد بارنياع بدأت في عام 2014، ونشرت تعليقاً على الفيديو الذي نشرته له قالت فيه: "لدينا هدية صغيرة للموساد، مع الحب لديفيد، عيد بوريم سعيد".
أشارت المجموعة بـ"عيد بوريم سعيد" إلى عيد "المساخر" اليهودي الذي يبدأ ليلة الأربعاء 16 مارس/آذار 2022، وفقاً لما ذكره موقع Times Of Israel.
يُظهر الفيديو المرفق بترجمات للغات العبرية والعربية والإنجليزية، عدة صور شخصية وتذاكر طيران باسم بارنياع، وبطاقة هويته الشخصية، ووثائق قال الفيديو إنها "وثائق ضريبية" موجهة إلى زوجته، وصوراً من الأقمار الصناعية لمنزله الخاص في وسط مدينة هود هشارون.
كذلك، أظهر الفيديو لقطات من محادثة فيديو خاصة كان يجريها بارنياع، وظهر وهو يخرج لسانه مراراً وتكراراً ويؤدي حركات "سخيفة" في وجهه، بحسب الموقع الإسرائيلي.
يعرض الفيديو رجلاً ملامحه غير واضحة، وهو من المجموعة التي نشرت الفيديو، وقال باللغة العربية إن المجموعة بدأت عمليتها لمراقبة رئيس الموساد، من خلال اقتحام قاعدة بيانات مكتبة المدينة المحلية، مشيرة إلى أن مزيداً من المواد المتعلقة برئيس الموساد ستُنشر قريباً. ولم يتسن لـ"عربي بوست" التأكد من صحة ما ورد في الفيديو من مصدر مستقل.
من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إنَّ هاتف بارنياع لم يتم اختراقه، وأضاف أن المحتوى المُسرب في الفيديو "قديم"، دون أن يوضح مزيداً من التفاصيل.
سارعت تقارير في الصحافة العبرية بتوجيه أصابع الاتهام إلى وقوف إيران وراء عملية تسريب صور بارنياع ووثائقه، على الرغم من أن الفيديو الذي نُشر لا يشير بأي شكل من الأشكال إلى طهران.
إلا أن وكالة "نور نيوز" الإيرانية، والمعروفة بأنها مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، نشرت تفاصيل التسريب، ونشرت صوراً ملتقطة عبر الهاتف متطابقة تماماً مع صور الوثائق التي ظهرت في الفيديو.
كذلك، أشارت الوكالة إلى أن "المعلومات التي نشرتها المجموعة ليست سوى جزء من مجموعة البيانات الكبيرة التي يمتلكها هذا الفريق الاستخباراتي عن المسؤولين الأمنيين والعسكريين للكيان الصهيوني".
أضافت أن "البرنامج الرئيسي لهذه المجموعة هو نشر بيانات انتقائية من كبار المسؤولين الصهاينة، والتي قد وفّرها الفريق من خلال عمليات تركيبية لجمع المعلومات الاستخباراتية"، وفق قولها.
يأتي هذا التسريب حول رئيس الموساد، بعد يومين من إعلان هيئة البث الإسرائيلية، الإثنين 14 مارس/آذار 2022، أن هجوماً سيبرانياً تعرضت له تل أبيب، تسبب في تعطل مواقع إلكترونية تابعة للحكومة ومنصات أخرى.
هذا الهجوم دفع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلي إلى إعلان "حالة الطوارئ"؛ لمواجهة ما وُصف بـ"أكبر هجوم سيبراني تتعرض له إسرائيل".
من بين المواقع التي تعرضت للهجوم في مواقع وزارة الداخلية والصحة والقضاء والرفاه الاجتماعي وموقع رئيس الحكومة؛ وجميعها ضمن المجال الحكومي.
صحيفة "هآرتس" نقلت عن مسؤول أمني إسرائيلي، قوله إن هذا الهجوم السيبراني الذي "يعد الأكبر على الإطلاق ليس معقداً". ورجح أن تكون "جهة حكومية أو منظمة كبيرة وراء الهجوم".
في حين أفاد المحلل الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، بأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران هي الـ"مسؤولة عن أكبر هجوم سيبراني تتعرض له إسرائيل".
يُشار إلى أن إسرائيل وإيران تتواجهان منذ سنوات، في حرب إلكترونية تتضمن هجمات سيبرانية وعمليات اختراق.