قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 14 مارس/آذار 2022، إن الإمارات وإسرائيل تضغطان على الولايات المتحدة لصياغة استراتيجية أمنية من أجل الشرق الأوسط في حال إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
إذ إن الهجوم الروسي في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط يعتبران عاملين أساسيين من أجل الضغط على أمريكا للحصول على الضمانات التي فشل كل من البلدين في الحصول عليها عند توقيع الاتفاق الأول في 2015.
اقرأ أيضاً
مطالب إسرائيلية إماراتية بخصوص إيران
حيث تطالب الدولتان، اللتان كانت كل منهما عدوة للأخرى قبل تطبيع العلاقات بينهما في 2020، بنهجٍ متماسكٍ يتضمن تعزيز الدفاعات الصاروخية ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة، وذلك حسبما قال خمسة أشخاص مطلعين على المسألة طلبوا عدم ذكر أسمائهم، لأن المناقشات تدور سراً.
حيث اقتربت إسرائيل والإمارات من مسؤولي إدارة بايدن بشكلٍ منفصلٍ، لكنهما تنسقان المسألة معاً في خضم القلق من أن إيران قد تستخدم الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط لتوجيه التمويلات إلى الجماعات المسلحة التابعة لها بالوكالة حول الشرق الأوسط، وذلك وفقاً لثلاثة أشخاص منهم.
فيما قال مسؤول من وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة كانت ملتزمة تجاه المنطقة، حيث يكون شركاؤها في أمان من "الاعتداء الخارجي"، وإنها كانت تعمل معهم للتصدي للتهديدات القادمة من إيران.
كذلك، قال مسؤول بارز بإدارة بايدن إن هناك نقاشات حول ساحة التهديدات الآخذة في التطور. لم يؤكد هذا المسؤول أي التزام من جانب الولايات المتحدة تجاه أي خطة محددة أو جديدة.
اقرأ أيضاً
اعتراض إسرائيلي خليجي على اتفاق إيران النووي
في السياق رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق، بينما لم ترد وزارة الدفاع الإسرائيلية على طلب للتعليق. كذلك، لم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على رسالة بريد إلكتروني مرسلة إليها من أجل التعليق على المسألة.
فيما سبق أن اعترضت حكومات الخليج ومعها إسرائيل على الاتفاقية النووية الإيرانية لعام 2015، التي كبحت جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، قائلةً إنها فشلت في معالجة مخاوفها حول القدرات الصاروخية الباليستية للجمهورية الإسلامية، أو دعمها للميليشيات التي تتضمن حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن.
كذلك فقد اشتدت حالة الامتعاض منذ ذلك الحين؛ مما دفع حكومات الخليج نحو توطيد العلاقات مع روسيا والصين بوصفها خطوة وقائية ضد تحركات الولايات المتحدة الرامية إلى فك الارتباط مع منطقة الشرق الأوسط.
استقرار أسواق الطاقة
من جانبها قالت وكالة Bloomberg إن تصميم إدارة بايدن على استقرار أسواق الطاقة، حتى في ظل تشديد العقوبات على روسيا، منح الإمارات، التي تعد ثالث أكبر مصدّر للنفط في منظمة أوبك، ميزةً ونفوذاً جديداً في المناقشات مع مسؤولي الولايات المتحدة.
كذلك فقد قال ثلاثةٌ من الخمسة المطلعين على المسألة إن باربرا ليف، الخبيرة البارزة في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، زارت أبوظبي في الأول من مارس/آذار 2022؛ لتخفيف التوترات، وعقدت مقابلة مع الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني، وسلطان الجابر، المدير العام لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
حيث أضافوا أن المحادثات دارت حول مطالبة الإمارات بضمانات أمنية، ورغبة بايدن في زيادة أوبك إنتاجها من النفط.
كذلك وبعد الاجتماع بمدة قصيرة، أصدرت الإمارات بيانات عبر مبعوثها في واشنطن، قالت فيها إنها سوف تطالب الأعضاء الآخرين في أوبك بلس بزيادة الإنتاج بصورة أسرع.
تراجع أسعار النفط
نتج عن ذلك أن تراجعت أسعار النفط، ورحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالخطوة. وبعد ذلك هدّأ وزير النفط الإماراتي التوقعات، مؤكداً أن بلاده ظلت ملتزمة بقرارات المجموعة النفطية.
حتى هذه اللحظة، عارضت مجموعة أوبك بلس، التي تهيمن عليها السعودية وتضم روسيا، المطالبات بتسريع الإنتاج من جانب البيت الأبيض والمستهلكين الرئيسيين للنفط.
أما السعودية، صاحبة أكبر وزن في منظمة أوبك والمعارِضة الرئيسية لهذه الطلبات، فلم تدلِ بأي تعليقات منذ صدور بيان الإمارات.
جنباً إلى جنب، فقد أكد مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة عقدت "نقاشات منتظمة رفيعة المستوى مع السعودية والإمارات ودول أخرى، حول نهج تعاوني لإدارة ضغوط السوق الناتجة عن الهجوم الروسي في أوكرانيا، إضافة إلى مجموعة من القضايا التي تواجه بلادنا".
فقدان أمريكا بعض نفوذها في الرياض
في المقابل قال التقرير الأمريكي إن السياسة التي تنتهجها السعودية تعني أن البيت الأبيض فقد كثيراً من قوته ونفوذه في الرياض، إذ يؤيد عدد متزايد من مسؤولي الإدارة سراً تغيير المسار، وذلك وفقاً لعدد من الأشخاص المطلعين على المناقشات.
حيث وصلت العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات كذلك إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، وهي حقيقة يُعترف بها علناً، لكنها لم تُتناول إلا في أعقاب الهجوم الروسي.
إذ اتضح عمق الشقاق في أبلغ تجلٍّ له داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عندما فاجأت الإمارات الحلفاء بالامتناع عن التصويت على مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن يدين الهجوم الروسي.
في سياق متصل قال اثنان من الأشخاص الخمسة إن الإمارات تستغل تجدُّد اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة من أجل المطالبة بمزيد من تغطية المنطقة بمنظومتي الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكيتين باتريوت وثاد، في أعقاب سلسلة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة التي تعرضت لها أبوظبي.
حيث يُتوقع من الولايات المتحدة أن تخطب ود حلفائها الخليجيين ببعض الخطوات، التي تتضمن سلسلة من الإجراءات التي تستهدف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والمسؤولين عن الهجمات الأخيرة على أبوظبي والسعودية.
كذلك فقد يتضمن ذلك فرض عقوبات إضافية وإغلاق حسابات الحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لن يصل إلى إضافة الجماعة إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
من ناحية أخرى قال مسؤول الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة "لن تتهاون" أمام تصنيف قادة الحوثيين وكياناتهم التي تسهم في زعزعة استقرار المنطقة والمعاناة الإنسانية فيها.
لكن في المقابل، وفي الوقت الذي طالبت فيه الإمارات الولايات المتحدة بوضع الحوثيين على قائمة الإرهاب في أعقاب الهجمات الصاروخية التي استهدفت أبوظبي في فبراير/شباط 2022، فإن جماعات الإغاثة والمساعدة تقول إن ذلك يمكن أن يعيق قدرتها على توصيل الغذاء إلى المدنيين الذين يواجهون أسوأ كوارث إنسانية في العالم.