أوروبا رحبت والجزائر رفضت.. كواليس ضغط أمريكي لإعادة فتح أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/13 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/21 الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أثناء استقباله لنائب وزير الخارجية الأمريكي (الرئاسة الجزائرية على فيسبوك)

كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست"، أن الولايات المتحدة الأمريكية فاتحت إسبانيا والمغرب والجزائر في مسألة إعادة فتح أنبوب الغاز الجزائري عبر المغرب، وذلك خلال زيارة نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شارمان، إلى البلدان الثلاثة مؤخراً. 

ووفق المصادر ذاتها فإن الولايات المتحدة تريد مزيداً من إمدادات الغاز لحلفائها الأوروبيين، لتخليصهم من التبعية لموسكو، في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا. 

وأكد الاتحاد الأوروبي اعتزامه التخلي نهائياً عن الغاز الروسي على المدى القريب والمتوسط، إذ تمول موسكو دول الاتحاد بأكثر من 40% من احتياجاتها الطاقوية. 

وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن الاتحاد الأوروبي وضع خططاً لتعويض الغاز الروسي، إذ بدأ بالتفاوض مع كل من قطر ومصر والجزائر وأذربيجان. 

نائب وزير الخارجية الأمريكي عند وصولها للمغرب (الخارجية المغربية على فيسبوك)
نائب وزير الخارجية الأمريكي عند وصولها للمغرب (الخارجية المغربية على فيسبوك)

 إعادة فتح أنبوب الغاز الجزائري عبر المغرب

وفق المصادر التي تحوزها "عربي بوست" فإن إسبانيا رحبت بالاقتراح الأمريكي، مؤكدة أن إعادة تشغيل الأنبوب "المغاربي-الأوروبي" سيعود بالنفع على إسبانيا وأوروبا في الظرف الحالي. 

وكانت صحيفة "الموندو" الإسبانية قد كشفت نهاية الأسبوع الماضي، أن مدريد تفكر في مد خط أنابيب جديد مباشر مع الجزائر، بعد إغلاق هذه الأخيرة الأنبوب العابر للأراضي المغربية باتجاه شبه القارة الأيبيرية.

وفي حال تمكنت الولايات المتحدة من إقناع الجزائر بإعادة الحياة للأنبوب الذي أغلق نهاية السنة الماضية، فإن إسبانيا ستوفر المال والوقت لتنفيذ خططها الرامية إلى التخلص من التبعية للغاز الروسي. 

أسباب رفض الجزائر

"لا تنوي الجزائر فتح الصنبور المتحكم في تدفق الغاز عبر الأنبوب "المغاربي-الأوروبي"، رغم الضغوطات التي باتت تمارس عليها" هذا ما كشفته مصادر خاصة بـ"عربي بوست".

وترفض الجزائر إعادة تشغيل الأنبوب لسببين، أولهما يتعلق بقدراتها الإنتاجية التي لا تسمح لها بتشغيل 3 أنابيب مرة واحدة (ميدغاز، المغاربي-الأوروبي، الأنبوب الإيطالي)، بحيث سيكون عليها إنتاج قرابة 50 مليار متر مكعب سنوياً، بينما إمكاناتها تسمح حالياً بإنتاج 40 مليار متر مكعب على أقصى تقدير. 

أما السبب الثاني فيرتبط بالعلاقات الجزائرية الروسية، التي قد تتوتر وربما تنهار في حال فكّرت الجزائر لعب دور البديل لغازها، رغم أن الفارق في الإنتاج السنوي والإمدادات الموجهة لأوروبا غير متكافئة، إذ تصدر موسكو إلى القارة العجوز 40% من احتياجاتها الطاقوية، بينما تصدر الجزائر لها 11% فقط. 

ورغم أن السفير الروسي لدى الجزائر إيغور بيليايف رفع الحرج عن السلطات الجزائرية، إذ أكد منتصف الأسبوع الماضي على أن موسكو تنظر إلى الطلبات التي تصل الجزائر لزيادة ضخ الغاز باتجاه أوروبا على أنها تجارية محضة، ولا يمكنها أن تعكر صفو العلاقات بين البلدين، إلا أن الجزائر تتعامل مع هذا الملف بحذر. 

ومما يؤكد أن الجزائر لا تنوي إعادة تشغيل الأنبوب وطوت ملفه نهائياً، ما نقلته صحيفة "الموندو" الإسبانية مؤخراً عن تحذير الجزائر لمدريد من تشغيل الأنبوب بطريقة عكسية باتجاه المغرب. 

وقالت الصحيفة الإسبانية إن التحذير جاء على لسان وزير الطاقة الجزائري، محمد عرقاب، الذي اتصل هاتفياً بنائب رئيس الحكومة الإسبانية، تيريزا ريبيرا، وحذرها مباشرة من توجيه الغاز الجزائري للمغرب. 

ما موقف المغرب؟

قد يكون المغرب أكبر المستفيدين من عودة الغاز للتدفق في الأنبوب الجزائري العابر لأراضيه، في ظل أزمة الغاز التي يعرفها العالم حالياً، والتي تسببت في وصول أسعاره إلى مستويات قياسية. 

ومن المتوقع ألا تمانع الرباط في عودة الأنبوب إلى العمل، لكن وفق شروط معينة تضمن عدم توقفه مجدداً، على الأقل على المدى المتوسط، إلى حين توفير بدائل استراتيجية. 

وليس مضموناً أن تقبل الجزائر بشروط المغرب أو حتى الاستفادة من غازها، إذ يمكن أن تشترط هي الأخرى عدم استفادة المغرب من الغاز مقابل إعادة الضخ، وهو ما لن تقبله الرباط إلا في حال تعرضها لضغوطات غربية كبيرة.

“لماذا المصادر مجهولة في هذه القصة؟

بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى. 

نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”

تحميل المزيد