أثارت تصريحات للأمير البريطاني ويليام انتقادات حادة، الخميس 10 مارس/آذار 2022، بعد أن قال إنه "اعتاد رؤية الصراع في إفريقيا وآسيا، لكن من الغريب جداً رؤية هذا في أوروبا".
أقوال الأمير وليام جاءت ضمن موجة واسعة من التصريحات لإعلاميين ومسؤولين أوروبيين عبَّروا عن ازدواجية في المواقف تجاه الأزمة الأوكرانية مقارنة بأزمات العالم الأخرى، وكذلك عن عنصرية في حق اللاجئين.
وفقاً لما نشرته صحيفة "The Independent" البريطانية، الخميس، فإن الأمير وخلال زيارته برفقة زوجته دوقة كامبريدج كاثرين ميدلتون، للمركز الثقافي الأوكراني في لندن، أخبر المتطوعين أن بريطانيا وبقية أوروبا متحدون وراءهم.
وقال كذلك إن "البريطانيين اعتادوا رؤية الصراع في إفريقيا وآسيا، وإنه من الغريب جداً رؤية هذا في أوروبا".
تلقَّى الأمير، الذي يحتل المرتبة الثانية في ترتيب ولاية العرش، انتقادات عبر مواقع التواصل؛ حيث أشار كثيرون إلى أن أسلافه كانوا مسؤولين عن صراعات في القارات التي ذكرها.
محرر في "ذا برينت"، وهو موقع إخباري هندي، قال في تغريدة عبر تويتر: "في الهند نهبوا حتى مات الناس من المجاعة وتعذيبهم، لا تزال شبه القارة الهندية تواجه العنف بفضل البذرة التي زرعوها قبل مغادرتهم".
فيما غرَّد مذيع "سي إن إن"، جيك تابر: "اقرأ كتاباً عن عائلتك، يا صاحِ"، وأرفق صورة لإدوارد، دوق وندسور، وزوجته واليس سيمبسون، وهما يلتقيان بأدولف هتلر في ألمانيا عام 1937.
ازدواجية في المواقف
وكشفت الأحداث الأخيرة عن ازدواجية في المواقف؛ إذ وثَّقت وسائل إعلام أجنبية أن اللاجئين الذين تعود أصولهم إلى إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، الفارّين من الحرب في أوكرانيا، تعرضوا إلى الاعتداء بالعنف، بينما قوبل المواطنون الأوكرانيون بالترحيب والورود.
كما صدرت عن صحفيين ومذيعين وسياسيين تصريحات أبرزت العنصرية كـ"لاجئين متحضرين" و"لاجئين بشعر أشقر وعيون زرقاء"، و"لاجئو أوكرانيا بيض ومسيحيون"، و"أوكرانيا متحضرة نسبياً مقارنةً بأفغانستان والعراق".
فيما لاقت سواء التصريحات أو عمليات التمييز في إجلاء اللاجئين انتقادات غربية بجانب الانتقادات العربية التي ظهرت بوضوح على الشبكات الاجتماعية، بسبب ما أظهرته من تمييز وعنصرية، ما جعل بعض وسائل الإعلام وحتى الدول تتراجع عن مواقفها التمييزية، وتصدر اعتذارات وتوضيحات.
إذ اعتبر المراسل الأجنبي لشبكة CBS الأمريكية أن "أوكرانيا متحضرة مقارنة بدول مثل العراق وأفغانستان"، بتعليقه: "هذا ليس مكاناً- مع كل الاحترام الواجب- مثل العراق أو أفغانستان؛ حيث يدور صراع محتدم منذ عقود، هذه مدينة حضارية وأوروبية نسبياً- لا بد لي من اختيار هذه الكلمات بعناية أيضاً- مدينة لا تتوقع فيها ذلك".
كما أدلت كيلي كوبيلا، مراسلة محطة NBC الأمريكية، بتعليق قريب بسؤالها عن أوضاع اللاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة، إذ قالت: "بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة. هؤلاء مسيحيون. إنهم بيض. إنهم مشابهون جداً للأشخاص الذين يعيشون في بولندا".
كذلك استضافت شبكة BBC البريطانية نائب المدعي العام الأوكراني السابق ديفيد ساكفاريليدزي، الذي أدلى بتصريح مشابه، حين قال: "إنه أمر مؤثر بالنسبة لي لأنني أرى الأوروبيين ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر يُقتلون كل يوم بصواريخ بوتين وطائراته الهليكوبتر".