قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 9 مارس/آذار 2022، إنه أكد لنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أهمية حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين)، والأهمية التي توليها أنقرة لخفض التوتر في المنطقة، مشدداً على ما توليه أنقرة من أهمية للمكانة التاريخية للقدس والحفاظ على الهوية الدينية للمسجد الأقصى وقدسيته.
جاء ذلك في كلمة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي، عقب لقائهما بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.
فيما قال أردوغان: "واثق بأن الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ستكون نقطة تحوُّل جديدة في العلاقات بين بلدَينا"، لافتاً إلى أن "الهدف المشترك لتركيا وإسرائيل هو إعادة إحياء الحوار السياسي بين البلدين على أساس المصالح المشتركة ومراعاة الحساسيات المتبادلة".
في حين استطرد قائلاً إن "إحلال السلام والرفاهية، والمساهمة في إعادة إحياء ثقافة العيش المشترك بالمنطقة هما أمر بيدنا"، لافتاً إلى أن "تطوير العلاقات التركية الإسرائيلية وتعزيزها يتمتعان بأهمية كبيرة بالنسبة للبلدين وللسلام والاستقرار الإقليمي".
مضى قائلاً: "أكدت للرئيس الإسرائيلي الأهمية التي نوليها لخفض التوتر في المنطقة، والحفاظ على رؤية حل الدولتين".
التعاون في قطاع الطاقة
إضافة إلى ذلك، نوَّه الرئيس التركي إلى أن أنقرة مستعدة للتعاون مع إسرائيل في قطاع الطاقة، مضيفاً أن الزيارة ستؤذن بـ"حقبة جديدة"، وأن البلدين يمكن أن يعملا معاً لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا إحياءً لفكرة طُرحت في البداية منذ أكثر من 20 عاماً.
وفق وكالة رويترز، من الممكن أن تخفف إمدادات الغاز من منطقة البحر المتوسط اعتماد أوروبا على الغاز الروسي الذي أصبح موضوعاً ساخناً في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وما أعقبه من نداءات من القادة الأوروبيين لتقليل اعتماد القارة على الغاز الروسي.
بينما تعثرت خطط لمد خط أنابيب تحت سطح البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا مع استبعاد تركيا بعد أن أبدت الولايات المتحدة شكوكها بالأمر في يناير/كانون الثاني الماضي.
كان الرئيس أردوغان قال في وقت سابق، إنهما سيستعرضان في محادثاتهما جميع جوانب العلاقات التركية-الإسرائيلية.
"لحظة مُهمة للغاية"
من جهته، أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، سيزور إسرائيل في أبريل/نيسان المقبل، موضحاً أن تشاووش أوغلو سيجري مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، محادثات من شأنها أن تجعل مواصلة الحوار أمراً ممكناً.
هرتسوغ شدد، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس أردوغان، على ضرورة إقامة الحوار في كل مكان، وقال: "يمكن لإسرائيل وتركيا، بل ينبغي لهما، الانخراط في تعاون من شأنه التأثير بشكل واضح على هذه المنطقة التي نسميها جميعاً بيتنا".
كما أضاف: "هدفنا إرساء أسس تنمية العلاقات الودية بين بلدَينا وشعبَينا"، مردفاً: "للأسف، مرت العلاقات بين بلدَينا بفترة من الضيق في السنوات الأخيرة. أعتقد أن العلاقات بين الدول سيتم تقييمها من خلال الأفعال التي تعكس روح الاحترام المتبادل، وستُمكننا من التغلب بشكل أفضل على التحديات الإقليمية والعالمية التي نتشاركها جميعاً".
في حين أشار إلى أن "هذه اللحظة (الزيارة) مهمة للغاية في العلاقات بين البلدين وامتياز كبير لكلانا"، مدَّعياً أن "العلاقات بين شعبَي البلدين لها جذور تاريخية ودينية وثقافية قديمة جداً وقوية".
في هذا الإطار، ذكر أن "قائمة من الشخصيات المميزة المكونة من العديد من الرجال والنساء اليهود، لاسيما القادة والحاخامات والشعراء والحكماء والتجار والنشطاء، ليسوا سوى جزء من تاريخ اليهود في تركيا".
احتجاج عشرات الأتراك
في غضون ذلك، تظاهر عشرات الأتراك، الأربعاء؛ احتجاجاً على زيارة هرتسوغ، ودعوا أنقرة إلى الرجوع عن "خطأ" تعزيز العلاقات في ظل العداء الطويل، بسبب الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال.
في وقت سابق من يوم الأربعاء، وصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية تستغرق يومين.
واستقبل الرئيس التركي أردوغان، نظيره الإسرائيلي هرتسوغ، بمراسم رسمية في العاصمة أنقرة.
تعد هذه أول زيارة من نوعها يقوم بها زعيم إسرائيلي لتركيا منذ عام 2008.