أجرت الممثلة الأمريكية سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022؛ مباحثات في العاصمة اليمنية صنعاء، مع هشام شرف "وزير الخارجية" بحكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً.
من جهته، رحب شرف بسفيرة النوايا الحسنة والوفد المرافق لها في العاصمة اليمنية صنعاء.
فيما شدد شرف على "أهمية زيارة جولي لتسليط الضوء على مظلومية الشعب اليمني الذي يتعرض" لما سماه "العدوان والحصار منذ سبع سنوات"، بحسب وكالة "سبأ" في نسختها الحوثية.
كما أشار إلى أن "هناك من يريد لهذه الحرب أن تكون منسية رغم كل الظلم والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني".
في حين قال نائب وزير الخارجية بحكومة الحوثيين إنه بالرغم "مما يتعرض له الشعب اليمني من مأساة، إلا أنه بطبيعته مضياف يستقبل اللاجئين ويقدّم لهم التسهيلات بالإمكانيات المحدودة والمتاحة"، وفق قوله.
حشد الدعم الدولي
بدورها، دعت جولي في تصريحات لها يوم الإثنين 7 مارس/آذار الجاري، إلى ضرورة العمل على حشد الدعم الدولي لتغطية الاحتياجات الإنسانية في اليمن الواقع في أتون حرب دامية.
إذ نقلت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية عن جولي قولها خلال لقائها في مدينة عدن الساحلية مع جمال عوض مستشار وزير الخارجية إن زيارتها "تأتي في إطار لفت أنظار العالم للمعاناة الإنسانية للشعب وحشد الدعم الدولي لتغطية الاحتياجات الإنسانية للنازحين".
يشار إلى أنه منذ يوم الأحد 6 مارس/آذار 2022؛ تقوم جولي بزيارة عدد من المدن اليمنية؛ بدأتها من العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)؛ للفت الانتباه إلى "العواقب الكارثية" للنزاع في البلاد.
تفاعل كبير
هذه الزيارة حظيت بتفاعل كبير وعلى نطاق واسع، من قِبل اليمنيين، لا سيما عبر المنصات الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت مفوضية اللاجئين قد قالت في بيان الأحد، إن "جولي ستلتقي بالعائلات اليمنية النازحة واللاجئين لفهم كيف مزَّق الصراع حياتهم"، دون تفاصيل.
في غضون ذلك، تأمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن تساهم زيارة جولي في تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في اليمن، قبيل انعقاد المؤتمر السنوي رفيع المستوى لمانحي اليمن في 16 مارس/آذار الجاري والذي تستضيفه السويد وسويسرا لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن لعام 2022. ولم تتلقَّ تلك الخطة العام الماضي سوى 58% من التمويل المطلوب.
حرب مأساوية
جدير بالذكر أن اليمن يعاني منذ نحو 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الحكومية وقوات جماعة الحوثي، المسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ عام 2014.
تلك الحرب أودت بحياة أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وبات أكثر من 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
أيضاً أدت هذه الحرب المأساوية إلى خسارة اقتصاد البلاد 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
كانت العملة اليمنية شهدت هبوطاً حاداً لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية بمدينة عدن الساحلية وجنوب البلاد، مسجلةً 1700 للدولار الواحد للمرة الأولى في تاريخ البلاد.