كشف أليكس بورنياكوف، نائب وزير التحول الرقمي في أوكرانيا، أن أوكرانيا أنفقت بالفعل 15 مليون دولار من تبرعات تلقتها بالعملات الرقمية المشفرة لشراء إمدادات عسكرية، منها سترات واقية من الرصاص تسلَّمتها يوم الجمعة 4 مارس/آذار 2022.
إذ قال بورنياكوف في مقابلة أجراها مع وكالة Bloomberg عبر تطبيق زووم، إن الحكومة الأوكرانية تتوقع مضاعفة ما وصل إليها من تبرعات بلغت قيمتها حتى الآن 50 مليون دولار من العملات المشفرة، خلال الأيام القادمة، وأشار أيضاً إلى أن معظم تبرعات العملات المشفرة جاءت بعملتي "بيتكوين" و"إيثر" الرقميتين.
موردون من أوروبا وأمريكا
أوضح بورنياكوف أن وزارته تضم 250 شخصاً، وقد تمكنت الوزارة من العثور على موردين في أوروبا والولايات المتحدة لكل السلع التي يحتاجون إليها، من سترات وأطعمة معلبة وضمادات وأجهزة رؤية ليلية للجيش، في غضون يومين من غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
كما لفت إلى أن نحو 40% من الموردين وافقوا على التعامل بالعملات المشفرة، أما باقي الموردين فيُدفع لهم المال عادةً عن طريق تحويل العملات المشفرة إلى اليورو والدولار.
فيما قال إن الوزارة تلقت أيضاً تبرعات بالعملات الرقمية "تيثر" Tether و"بولكادوت" Polkadot و"سولانا" Solana، بالإضافة إلى بطاقة "كريبتوبانك" CryptoPunk ثمينة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).
حسب وكالة "بلومبرغ" فقد أنشأت أوكرانيا وزارة التحول الرقمي قبل عامين، وتولت الوزارة العملَ على تطوير صناعة خدمات تكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا، وتوفير شبكة الإنترنت عالية السرعة في جميع أنحاء البلاد، ونقل جميع الخدمات الحكومية لتكون متاحة عبر الإنترنت.
إدارة الوزارة من خارج أوكرانيا
قال بورنياكوف إن معظم الأفراد في فريق العمل بالوزارة تقل أعمارهم عن 35 عاماً، وأغلبهم يعملون عن بعد من داخل البلاد أو خارجها، أمَّا هو فقد درس الإدارة العامة في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك الأمريكية قبل انضمامه إلى العمل بالوزارة، وأسَّس أيضاً مجموعة من الشركات الناشئة، منها شركة للدعاية الرقمية وصندوق استثمار للشركات الناشئة.
عن العمل الجاري بالوزارة، قال بورنياكوف إن فريق الوزارة يعتني الآن بدعم البنية التحتية الرقمية للبلاد، وتمكين الضمانات اللازمة لاستمرار الأعمال الرقمية للحكومة، لا سيما في ظل الغزو العسكري الذي تتعرض له البلاد. كما أن جمع تبرعات العملات المشفرة بات أحد الأعمال البارزة التي تقع مسؤوليتها على كاهل الوزارة أيضاً.
أضاف بورنياكوف أن الوزارة تحاول الآن جمع المزيد من التبرعات بالعملات الرقمية، وتعمل من أجل ذلك مع شركتين متخصصتين لتصميم مجموعة من "الرموز غير القابلة للاستبدال"، التي يمكن أن تكون جاهزة في أقل من أسبوعين.
فيما أوضح أن الغاية أن تكون مبيعاتها وسيلةً لجمع الأموال للأعمال الحربية الأوكرانية، ومع ذلك فإن هذه الخطط لم يُفصل فيها بعد، ولم يُحسم ما إذا كان إصدار الرموز غير القابلة للاستبدال سيكون محدوداً أم غير ذلك، وكيف سيبدو تصميمها.
أرجع بورنياكوف ذلك إلى واقع أنه "لم يكن أحد مستعداً لإنشاء رموز غير قابلة للاستبدال مخصصة لخدمة العمل العسكري، فالحرب بدأت فجأة قبل ثمانية أيام، وما زالوا يحاولون الوصول إلى التصميمات المناسبة لذلك".
استخدام رموز غير قابلة للاستبدال
من جانب آخر، قال بورنياكوف إن الوزارة ليس لديها أي خطط تتعلق بالبيع القريب لبطاقة "الكريبتوبانك" رقم #5364 التي وصلت إلى محفظة تبرعاتها الرقمية، وهي عبارة عن صورة فيها شخص يرتدي على جبهته منديلاً أزرق ويدخن سيجارة، أو غيرها من الرموز غير القابلة للاستبدال التي قدَّمها المتبرعون، لا سيما أن إحدى بطاقات الرموز غير القابلة للاستبدال بيعت منذ عام مقابل نحو 16.2 عملة إيثر رقمية، بقيمة تزيد على 43 ألف دولار بالأسعار الحالية، لكن أسعار الرموز غير القابلة للاستبدال شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال العام الماضي.
في هذا السياق، قال بورنياكوف: "نعم، تبرَّع لنا أحد الأشخاص ببطاقة (كريبتوبانك)، لكن عملية بيعها شديدة الصعوبة، لذا لم نستخدمها في هذه المرحلة. سنحتفظ بها في الوقت الحالي. نحن نقدِّر كل دعم يحاول الناس تقديمه إلينا، وأهم شيء هو وعي الناس وأنهم يرون ما يحدث ويحاولون المساعدة. سنضم الرموز غير القابلة للاستبدال إلى عملنا قريباً، لكننا نركِّز حالياً على الأشياء التي يسهل علينا التعامل معها الآن، إذ ليس لدينا الوقت لمعرفة كيفية تحويلها، ربما حين تستقر الأمور، نعمل على اكتشاف ذلك".