الإمارات تجذب الروس الهاربين من تأثير العقوبات الاقتصادية على بلدهم.. يعتبرونها “ملاذاً آمناً”

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/05 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/07 الساعة 05:26 بتوقيت غرينتش
روس هاربون من تأثير العقوبات الاقتصادية على بلدهم يتوجهون للإمارات - Getty Images

يتجه روس بينهم أثرياء إلى الإمارات هرباً من الاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها بلدهم، بسبب العقوبات الواسعة التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا، بسبب عمليتها العسكرية الواسعة في أوكرانيا والمستمرة منذ 10 أيام. 

موقع Middle East Eye البريطاني، قال الجمعة 4 مارس/آذار 2022، إن العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها أمريكا وحلفاؤها على روسيا، أدت إلى عزل موسكو فعلياً عن الاقتصاد العالمي، واندفع عامة الشعب الروسي إلى سحب مدخراتهم من البنوك وتحويل أموالهم من الروبل إلى عملة أجنبية.

بالموازاة مع ذلك، ولكي تحمي روسيا احتياطياتها، سنَّت ضوابط على رأس المال، ومنعت المواطنين من مغادرة البلاد وهم يحملون أكثر من 10 آلاف دولار من العملات الأجنبية.

هذا الوضع الاقتصادي المتدهور والشائعات المنتشرة حول احتمال فرض موسكو للأحكام العرفية، دفع العديد من الروس بالفعل إلى الفرار إلى الدول المجاورة مثل: فنلندا وجورجيا وأرمينيا.

كذلك توجه أثرياء روس إلى الإمارات، فكثيراً ما تُصور دبي نفسها بأنها الملاذ الآمن في أوقات الاضطرابات، و90% من سكانها مواطنون أجانب، وقد اجتذبت في الماضي العائلات الثرية وأصحاب الأعمال الفارين من الحروب في سوريا والعراق ولبنان.

بحسب الموقع البريطاني، فإن المتحدثين بالروسية يمثلون جزءاً صغيراً ولكن مميزاً في الإمارات، ويبلغ عددهم حوالي 100 ألف، منهم 40 ألف روسي و15 ألف أوكراني.

يعمل الروس في الإمارات بقطاع الخدمات وتكنولوجيا المعلومات، ولكن منهم أيضاً شخصيات مشبوهة، بحسب Middle East Eye، إذ ترسو يخوت ثلاثة من أصحاب المليارات الروس في الإمارات.

مغترب روسي يعيش في الخليج قال للموقع البريطاني، وطلب عدم الكشف عن هويته: "المطارات هنا غارقة بالروس بالمعنى الحرفي للكلمة". وقال إن خطط سفره تأجلت بالفعل لأن العديد من الرحلات الجوية تغير مساراتها في المنطقة، بعد أن أغلقت أوروبا مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية.

من جانبه، قلل ألماس، وهو سمسار العقارات الذي يتحدث الروسية وينحدر من أحد بلدان الاتحاد السوفييتي سابقاً ولديه زبائن كثر من هذه البلدان، من تأثير المشترين الروس على سوق دبي، قائلاً إنهم يشكلون 5% فقط من عمله.

أشار ألماس إلى أنه تلقى الكثير من الطلبات من روس يتطلعون لشراء عقارات في الإمارات، وأضاف أن "الطلب من الروس ارتفع بدرجة هائلة منذ الأسبوع الماضي، لكن المعروض ضخم أيضاً. ولن تتأثر الأسعار كثيراً".

كذلك لفت ألماس إلى أن انخفاض قيمة الروبل يعني أن معظم الروس العاديين يجدون أنفسهم عاجزين عن تحمل الأسعار ويرجح أن يتوجهوا إلى تركيا إذا قرروا الانتقال.

إلينا تسليشيفا التي هاجرت من روسيا إلى دبي منذ 17 عاماً ومتزوجة من رجل أوكراني وتعيش في الإمارات مع طفليها، قالت إنها تعتقد أن "الإمارات كانت حكيمة بتحييد موقفها في هذه الحرب"، وأضافت: "أظن أنه من الرائع أن نركز على الأعمال التجارية ولا نتأثر بالسياسة. هذا بلد متسامح يقوم على الفرص الجديدة".

تسليشيفا أعربت عن مخاوفها من العقوبات، وقالت: "أنا قلقة للغاية باعتباري سيدة أعمال روسية، ماذا سيحدث في ظل هذه العقوبات. فكيف سيدفع زبائني لي إذا أغلقت البنوك جميع حساباتهم؟".

يُذكر أن العقوبات الغربية الواسعة استهدفت عدداً من البنوك الروسية، وأثرت العقوبات على قيمة الروبل التي انخفضت، كما أثارت مخاوف الروس من عواقب اقتصادية أشد قسوة عليهم. 

تحميل المزيد