قال مسؤولون غربيون إنَّ روسيا "دخلت إلى عش الدبابير" من خلال الحرب على أوكرانيا، واستهانت بقدرتها على القتال؛ مما أدى إلى بطء التقدم الروسي وزيادة استخدام القصف العشوائي، من خلال اللجوء لقصف مدن أوكرانية بالمدفعية، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022.
إذ قال مسؤول للصحيفة البريطانية إنَّ الساعات الـ48 القادمة ستحدد ما إذا كان بإمكان الروس التغلب على مشكلات سلسلة التوريد الخاصة بهم وتحقيق هدفهم المتمثل في تطويق كييف، محذراً من أنَّ استمرار فشلهم في تحقيق الأهداف سيؤدي إلى استخدام أكثر قسوة للقوة.
كما صرّح مسؤول غربي: "سنكون متيقظين جداً لجرائم الحرب وخروقات القانون الدولي في هذا الصراع"، محذراً من وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
روسيا تلجأ للمدفعية لقصف المدن
كانت هناك مخاوف متزايدة، الإثنين 28 فبراير/شباط، في بريطانيا والولايات المتحدة بشأن زيادة استخدام روسيا للمدفعية في أوكرانيا، في محاولة للسيطرة على مدن كييف وخاركيف وتشرنيهيف.
في خاركيف قُتِل ما لا يقل عن 7 أشخاص وأُصِيب 44 آخرون بعد أن أطلقت القوات الروسية صواريخ في تغيير واضح في التكتيكات، حيث تعرضت مناطق مدنية لإطلاق النار.
فيما أظهر تسجيل مُصور عشرات صواريخ غراد وهي تمطر وسط المدينة الشرقية وتسقط بين المباني السكنية. وتستطيع منصات الإطلاق "بي إم-21" المُرَكّبة على الشاحنات إطلاق 40 صاروخ "غراد" في أقل من 20 ثانية. وأظهر مقطع فيديو آخر امرأة وقد انفجرت إحدى ساقيها في أعقاب غارة على شارع بوسط المدينة.
بينما قال مارك هيزناي، المدير المساعد لقسم الأسلحة في منظمة Human Rights Watch غير الحكومية، مقرها نيويورك، لصحيفة The Washington Post، إنَّ القوات الروسية في قصف بلدة خاركيف استخدمت صواريخ "سميرتش" العنقودية، وفقاً لتحليل الفيديو. وأضاف: "يوضح هذا الهجوم الطبيعة العشوائية للذخائر العنقودية، التي يجب إدانتها إدانة مطلقة".
تطويق مدن في أوكرانيا
بدوره، قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير إنَّ روسيا تحاول تطويق خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، باستخدام تكتيكات الحصار، بقصف بعيد المدى. وتُقدِّر الولايات المتحدة أنَّ روسيا "تسبب ضرراً للمدنيين وتضرب أهدافاً مدنية".
أضاف المسؤول الغربي: "أعتقد أنَّ كل هذا قد تفاقم بسبب فشل القوات الروسية من اليوم الأول في تدمير قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية"، مضيفاً أنَّ روسيا اعتقدت أنها ستكون لها الهيمنة الجوية منذ البداية.
على النقيض من ذلك، كانت أوكرانيا "أذكى" في استخدام القوات ونصب كمائن للقوات الروسية المتقدمة، وركزت أيضاً على الدفاع عن المدن بدلاً من الريف.
فيما حذّر المسؤول الغربي من أنَّ "بعض المخاطر… تأتي نتيجةً لعدم تقدم روسيا وأنا قلق للغاية بشأن بعض ما نراه اليوم حول زيادة استخدام نيران المدفعية، سواء الصواريخ أو المدفعية الأنبوبية، وقد رأينا ذلك يتم استخدامه في كييف وخاركيف وتشيرنيهيف".
مشكلة الذخيرة تؤرق موسكو
إحدى النظريات هي أنَّ روسيا زادت من استخدامها للمدفعية في أوكرانيا بينما تنتظر الفرصة لإصلاح مشكلاتها اللوجستية والهندسية وإعادة ترتيب قواتها.
اقترح جيمس روجر، مدير الأبحاث في مركز الأبحاث البريطاني Council on Geostrategy، أنَّ روسيا قد تنفد منها الذخائر المُوجّهة بدقة وتلجأ إلى ما تبقى لديها من أسلحة، أو "يمكن أن يكون هذا تكتيكاً متعمداً من جانبهم لردع الهجمات عليهم والتخلص من العدو بأسرع ما يمكن؛ مما يؤدي إلى كسر الروح المعنوية وإحداث الذعر".
فيما أشار مسؤول غربي آخر إلى أنَّ روسيا تلجأ إلى تكتيكات التدمير التي تعود إلى الحقبة السوفييتية من خلال نيران المدفعية الحاشدة والمخاطر الكبيرة المتمثلة في حدوث أضرار جانبية وموت المدنيين.