تتزايد أعداد الدول التي أعلنت عن تقديمها أسلحة، بعضها فتاكة، إلى أوكرانيا، لصد الهجوم الواسع الذي تشنه موسكو، والذي يتمثل أحد أهدافه في السيطرة على العاصمة كييف، ما يثير توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة احتداماً في المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية.
منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، الخميس 24 فبراير/شباط 2022، دعت كييف حلفاءها الغربيين مراراً إلى دعمها عسكرياً، ورغم أن الغرب حسم أمره منذ البداية بأنه لن يرسل قوات له إلى أوكرانيا، فإن دولاً عدة فتحت مخازنها لكييف، بهدف تصعيب المعركة على الروس.
كانت روسيا قد بدأت هجومها على مناطق أوكرانية عدة باستخدام الطائرات والدبابات وحتى السفن البحرية، وهو ما دفع دولاً غربية إلى اختيار شكل من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، يهدف إلى إضعاف القوة الضاربة للهجوم الروسي.
ألمانيا تكسر التقليد
الهجوم الروسي على أوكرانيا دفع ألمانيا إلى خرق سياستها التقليدية، المتمثلة في رفض تصدير الأسلحة الفتاكة إلى مناطق تشهد نزاعات، وأعلن مستشار البلاد أولاف سولتش، السبت 26 فبراير/شباط 2022، عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة.
برلين أعلنت أنها سترسل لأوكرانيا ألف صاروخ مضاد للدبابات، و400 قذيفة "آر بي جي"، إضافة إلى 500 صاروخ أرض جو من طراز "سيتنغر" المضاد للطائرات.
تُعد صواريخ "ستينغر" أقوى الأسلحة التي ترسلها ألمانيا حتى الآن إلى أوكرانيا، وهذا الصاروخ قادر على التأثير في نتائج المعارك لكونه يستهدف الطائرات.
بدأ تطوير هذا الصاروخ الذي يُحمل على الكتف في العام 1972، وعند الحديث عن الحرب الأفغانية ضد الاحتلال السوفييتي، فإن هذا الصاروخ يُعد أحد أبرز الأسلحة التي ألحقت بالقوات السوفييتية خسائر على الأراضي الأفغانية، ويُنظر إليه على أنه شكّل كابوساً للسوفييت قبل الانسحاب من أفغانستان.
تصنع هذا الصاروخ شركة "رايثيون" الأمريكية، ويبلغ طول صاروخ "ستينغر" 1.52 متر، بقطر يبلغ سبعين مليمتراً، فيما يبلغ وزنه 15.7 كيلوغرام، في حين يصل مدى الصاروخ إلى خمسة كيلومترات بارتفاع 4800 متر.
يُعد صاروخ "ستينغر" من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وبحسب موقع Military Today، فإنه خلال الحرب السوفييتية بأفغانستان، أسقطت صواريخ "ستينغر" ما لا يقل عن 250 طائرة ومروحية حربية سوفييتية.
كذلك كانت 80% من عمليات الإطلاق ناجحة من قبل المقاتلين الأفغان، وتم استخدام هذا الصاروخ في عدد من الحروب حول العالم.
أسلحة من هولندا
إلى جانب الصواريخ الـ500 التي سترسلها ألمانيا لأوكرانيا، أعلنت هولندا أيضاً عن إرسالها 200 من صواريخ "ستينغر" للجيش الأوكراني.
وزارة الدفاع الهولندية، قالت السبت 26 فبراير/شباط 2022، إنها ستزود كييف بـ400 صاروخ، إضافة إلى 50 سلاحاً مضاداً للدبابات من طراز "بانزرفوست3".
"بانزرفوست3" هو سلاح ألماني مضاد للدبابات، كانت النسخة الأولى منه قد استخدمتها ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ثم تم تطويره في العام 1978، وتم تصميمه بهدف ضرب الدبابات السوفييتية من طراز T-72 وT80.
يصل مدى "بانزرفوست3" إلى 600 متر، ومن أبرز مميزاته قدرته على اختراق الدروع بنسبة تتراوح بين 800 ملم إلى متر.
إلى جانب الصواريخ التي سترسلها هولندا لأوكرانيا، فإن أمستردام كانت قد وعدت بتقديم بنادق وذخيرة وأنظمة الرادار وروبوتات للكشف عن الألغام.
ذخائر مدفعية
دول أوروبية أخرى أعلنت عن إرسالها أسلحة لأوكرانيا، إذ قالت فرنسا إنها سترسل أسلحة دفاعية ووقوداً إلى كييف.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد، السبت 26 فبراير/شباط 2022، أن بلاده سترسل ذخائر مدفعية ووقوداً بقيمة إجمالية تبلغ 11 مليون يورو (12.39 مليون دولار) إلى أوكرانيا.
أوضح ناد أن الشحنة تشمل 12 ألف طلقة من عيار 120 مليمتراً، و10 ملايين لتر من وقود الديزل و2.4 مليون لتر من وقود الطائرات.
التشيك هي الأخرى أعلنت عن إرسالها أسلحة وذخيرة بقيمة (8.57 مليون دولار) لمساعدة أوكرانيا، وقالت وزارة الدفاع إن الشحنة تشمل أسلحة آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى.
بدورها، أعلنت بلجيكا على لسان رئيس الوزراء، ألكسندر دي كرو، أنها سترسل 2000 سلاح آلي، و3800 طن وقود، فيما قالت وزارة الدفاع البلجيكية إنها أرسلت بالفعل دفعة من المعدات العسكرية الوقائية لأوكرانيا بالتشاور مع أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
أسلحة أمريكية دفاعية
الولايات المتحدة انضمت هي الأخرى إلى قائمة الدول الداعمة عسكرياً لكييف، وقال الرئيس جو بايدن، السبت 26 فبراير/شباط 2022، إنه أمر وزارة الخارجية بالإفراج عما تصل قيمته إلى 350 مليون دولار إضافية من الأسلحة في المستودعات الأمريكية إلى أوكرانيا.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال إن هذا هو التفويض الثالث "الذي لم يسبق له مثيل" فيما يتعلق بشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، فيا قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الأسلحة تضمنت أسلحة مضادة للمدرعات ومسدسات وذخائر مختلفة لدعم المدافعين على خط المواجهة في أوكرانيا.
كانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قد قالت مع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، إن المشرعين الأمريكيين يريدون تزويد أوكرانيا بمبلغ 600 مليون دولار لشراء "أسلحة دفاعية فتاكة" للتصدي للهجوم الروسي.
يُذكر أنه قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا تدفقت صواريخ جافلين أمريكية الصنع والمضادة للدبابات إلى أوكرانيا، وتعوّل كييف بشكل كبير على هذه الأسلحة في إبطاء تقدم القوات البرية الروسية، بسبب قدرتها على تدمير أقوى الدبابات.