طلب زعيما المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، الدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة الجيش الأوكراني، إذ ذكر متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريح للصحافة، أن إدارتي المنطقتين الانفصاليتين طلبتا الدعم من الرئيس بوتين عبر برقية، في وقت تشير فيه تقارير إلى اقتراب مركبات عسكرية روسية من الحدود مع أوكرانيا.
وتشهد العلاقات بين كييف وموسكو توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
بيسكوف أوضح، الأربعاء 23 فبراير/شباط 2022، أن البرقية أشارت إلى "وقوع خسائر بشرية في إقليم دونباس"، مؤكداً أن "الإدارتين طلبتا من الرئيس الروسي المساعدة في صد عدوان القوات المسلحة الأوكرانية".
مساء الإثنين 21 فبراير/شباط، أعلن بوتين اعتراف روسيا رسمياً باستقلال منطقتي دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا، اللتين كانتا خاضعتين لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، وأنه أمر بإرسال قوات عسكرية "للحفاظ على السلام" بالمنطقة.
والثلاثاء، صدَّق البرلمان الروسي على قرار إرسال قوات خارج البلاد.
جيوش بوتين تتقدم
في الأثناء، قالت وكالة "الأناضول" للأنباء، إن عدسات مصوريها رصدت تقدم مركبات عسكرية تابعة للجيش الروسي من منطقة "روستوف" باتجاه منطقة "دونباس" على الحدود الأوكرانية.
في الاتجاه نفسه، قالت شركة أمريكية خاصة إن صور الأقمار الصناعية التي التُقطت، الأربعاء، أظهرت عدداً من عمليات الانتشار الجديدة في غربي روسيا، وإن كثيراً منها لا يبعد سوى 15 كيلومتراً تقريباً من الحدود مع أوكرانيا وأقل من نحو 75 كيلومتراً من مدينة خاركيف الأوكرانية.
إذ أظهرت الصور انتشاراً ميدانياً وقوافل عسكرية ومدفعية وناقلات جند مدرعة مع عتاد دعم وقوات.
فيما لم يتسنَّ لوكالة "رويترز" التحقق من الصور التي نشرتها شركة ماكسار تكنولوجيز التي تتابع حشد القوات الروسية منذ أسابيع.
إعلان حالة الطوارئ في أوكرانيا
في وقت سابق من الأربعاء، صدَّق البرلمان الأوكراني على قرار فرض حالة الطوارئ بالبلاد اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء-الخميس.
القرار حظي بتأييد 335 نائباً من أصل 450 بالبرلمان، وبموجبه تسري حالة الطوارئ اعتباراً من الليلة ولمدة 30 يوماً قابلة للتمديد.
هذا، ومن المتوقع تقييد حركة وسائل النقل العام، وتفتيش السيارات والوثائق، بجانب حظر تنظيم الفعاليات الجماعية.
كما من المتوقع فرض حظر تجول بالبلاد، وإجلاء المواطنين من المناطق الخطرة إلى المناطق الآمنة عند الضرورة.
في خطاب بالبرلمان، قال رئيس مجلس الأمن والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، إنهم شعروا بالحاجة إلى فرض حالة الطوارئ؛ من أجل ضمان الأداء الطبيعي للدولة جراء أنشطة قوات الأمن الروسية والانفصاليين ضد أوكرانيا.
واشنطن: 80% من القوات الروسية تستعد للاقتحام
إذ ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأربعاء، أن 80% من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية مستعدة لدخول أراضي هذا البلد.
فقد حدّث الجيش الأمريكي البيانات المتوافرة لديه حيال الأزمة الروسية الأوكرانية والوضع بالمنطقة، بحسب إعلام أمريكي.
كما قال مسؤول رفيع بالبنتاغون في تصريح للصحافة، إن القوات الروسية المنتشرة في بيلاروسيا وفي محيط أوكرانيا مهيأة لتكون "على استعداد قدر الإمكان" للهجوم.
المسؤول الكبير، الذي لم يُكشف عن هويته، أضاف أنه لا يمكنه تأكيد ما إذا كانت القوات الروسية قد عبرت الحدود الأوكرانية.
وقال أيضاً: "نحن نقدّر أن نحو 80% من قواتهم في موقع نعتبره متقدماً ومستعدة للدخول في أي لحظة"، موضحاً أن روسيا أعدت قواتها التي يتوقع أن تحشدها لغزو شامل إعداداً كاملاً.
المتحدث ذاته أعرب عن قلقه من حشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جميع قدرات جيش بلاده من صواريخ ومدرعات وقوات وعناصر بحرية بالبحر الأسود بغرض مشاركتها في عملية الاحتلال، كما أكد أن روسيا زادت من وجودها البحري في البحرين الأسود والمتوسط.