قال نشطاء في حركة "مقاطعة إسرائيل" في جنوب إفريقيا، إن اثنين من أبرز المشاركين فيما يوصف بأنه أكبر مهرجان لفن الشارع في إفريقيا انسحبا منه، على خلفية علاقات الجهة المنظِّمة بالسفارة الإسرائيلية في البلاد.
متحدثة باسم الحركة، التي تُعرف أيضاً بتحالف المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، قالت في تصريح لموقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 22 فبراير/شباط 2022، إن المؤتمر الوطني الأول للفنون العامة في كيب تاون، عاصمة جنوب إفريقيا، سيبدأ الأربعاء 23 فبراير/شباط بالتزامن مع المهرجان.
أشارت المتحدثة إلى أن إسماعيل محمد، مدير مركز الفنون الإبداعية في ديربان، ومايك فان غران، الكاتب المسرحي الشهير في جنوب إفريقيا، انسحبا من المؤتمر.
كذلك نقل الموقع البريطاني عن ناشطين قولهم إن شركة باز آرت Baz-Art المُنظمة للمهرجان الدولي للفنون العامة (IPAF) في عامه السادس، رفضت إنهاء شراكتها مع السفارة الإسرائيلية.
أضاف الناشطون أن الشركة تعاونت مع الاتحاد الصهيوني لجنوب إفريقيا (SAZF) لاستقدام فنانين إسرائيليين إلى المهرجان لرسم جداريات عملاقة في المدينة.
من جانبها، قالت جمعية Salt River Heritage Society التي تعرف اختصاراً بـ SRHS، ومقرها كيب تاون، إن شركة باز آرت استضافت الفنان الإسرائيلي نير بيليد، المعروف أيضاً باسم بيلبيليد، عام 2020، وفريق Brothers of Light (الأخوان إلنا وغاب) عام 2018.
أضافت الجمعية أنه "في حالة نير بيليد، رتب مشاركته الاتحاد الصهيوني في جنوب إفريقيا وموّلت رحلته السفارة الإسرائيلية في جنوب إفريقيا. وتظهر السفارة الإسرائيلية في جنوب إفريقيا في صفحة الممولين على موقع الشركة الإلكتروني. وقد أمضى نير بعض الوقت في مدرستين محليتين للترويج لفنه ولإسرائيل".
بدوره، رحب تحالف المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في جنوب إفريقيا، في بيان، بانسحاب محمد، وفان غران، وطالب شركة "باز آرت" بالتوقف عن تلقِّي تمويل من إسرائيل.
كذلك حثّ التحالف أيضاً بلدية مدينة كيب تاون الكبرى وحكومة مقاطعة ويسترن كيب، والهيئة الوطنية للرياضة والفنون والثقافة، على سحب دعمها لشركة باز آرت والالتزام بالتصريحات الحكومية الداعمة لفلسطين.
أضاف التحالف: "إذا قبلنا دعماً أو تمويلاً من الحكومة الإسرائيلية أو تعاوناً مع الجماعات الصهيونية في التبادل الثقافي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا، فنحن متواطئون في تلميع السلوك الإجرامي لدولة إسرائيل باسم الفن".
يُذكر أنه بعد صدور تقرير منظمة العفو الدولية الذي وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري، قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، أمام البرلمان، إن حكومتها "تدرس اتخاذ مزيد من الإجراءات للتعبير عن استيائنا الكبير من سلوك الفصل العنصري الذي تمارسة إسرائيل باستمرار بحق الشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته".
ما هي حركة مقاطعة إسرائيل "BDS"؟
تعرّف الحركة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد، تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني و الأبارتهايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات".
تشمل وقف التعامل مع إسرائيل، ومقاطعة الشركات الإسرائيلية وكذلك الدولية المتواطئة في انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين، ومقاطعة المؤسسات والنشاطات الرياضية والثقافية والأكاديمية الإسرائيلية.
تسعى الحركة إلى عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً، إذ يتمثل مطلب الحركة الرئيسي في تحقيق طموح وحقوق كافة مكونات الشعب الفلسطيني التاريخية من فلسطينيي أراضي عام 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية، وضمنها القدس، إلى المخيمات والشتات.
تعتبر إسرائيلُ الحركةَ من أكبر "الأخطار الاستراتيجية" المحدقة بها، رغم أنها ليست مؤسسة تابعة لحكومة، إذ أنشئت الحركة أساساً في 2005 من منظمات مجتمع مدني فلسطيني (170 جسماً من اتحادات شعبية ونقابات وأحزاب ولجان شعبية ومؤسسات أهلية)، انطلاقاً من "فشل الحكومات والمجتمع الدولي وأصحاب القرار في وقف الاضطهاد الإسرائيلي المركّب ضد الشعب الفلسطيني"، كما تصف حركة BDS.