وصلت طوابير من العربات العسكرية الروسية، صباح الثلاثاء 22 فبراير/شباط 2022، إلى ضواحي دونيتسك، عاصمة إحدى المنطقتين الانفصاليتين بشرق أوكرانيا، بعدما اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهما كـ"دولتين مستقلتين"، في حين حذرت بريطانيا كييف من غزو روسي خلال ساعات أو بالأيام المقبلة.
قناة "الجزيرة" بثت لقطات تُظهر لحظة دخول قافلات عسكرية روسية إلى دونيتسك، تضمنت دبابات وعربات لنقل الجنود، وقالت موسكو إن هذه القوات هي "قوات حفظ سلام".
لم يتضح حجم القوات التي سترسلها موسكو إلى دونيتسك ولوجانسك، لكن المرسوم، الذي وقعه بوتين للاعتراف بهما كجمهوريتين مستقلتين، قال إن روسيا لها الحق في بناء قواعد عسكرية في المنطقتين.
أثارت الخطوات الروسية تنديداً من الولايات المتحدة وأوروبا اللتين توعدتا بفرض عقوبات جديدة.
في سياق متصل، أبلغ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن من المحتمل وقوع غزو روسي لبلاده خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وأن بريطانيا ستدرس إرسال المزيد من المساعدات الدفاعية لأوكرانيا وستعلن عقوبات على روسيا.
مكتب جونسون أشار إلى أن الأخير "عبّر عن قلقه العميق إزاء التطورات الأخيرة"، وأنه يعتقد وجود احتمال لغزو روسي قريب، مضيفاً أن اتصال جونسون وزيلينسكي جاء بعد اعتراف الرئيس الروسي بوتين باستقلال إقليمين انفصاليين بشرق أوكرانيا.
أشار مكتب جونسون إلى أن جونسون "أبلغ الرئيس زيلينسكي أن بريطانيا أعدت عقوبات بالفعل تستهدف كل المتواطئين في انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، وسوف تسري تلك العقوبات في الغد، كما يدرس رئيس الوزراء إرسال مساعدات دفاعية أخرى إلى أوكرانيا إذا طلبت الحكومة الأوكرانية ذلك".
أثار قرار بوتين بالاعتراف باستقلال دونيتسك ولوجانسك انتقادات من غالبية الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي (15 دولة).
جلسة مجلس الأمن التي دعت إليها أوكرانيا، وعُقدت فجر الثلاثاء، تحولت إلى منصة لتوجيه الانتقادات إلى موسكو ومطالبتها بالعودة إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل سلمي للأزمة.
المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، حذرت في كلمتها من أن الرئيس الروسي بوتين "لن يكتفي بغزو أوكرانيا وأن عواقب قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوجانسك ستمتد إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا".
أضافت غرينفيلد أن "بوتين مزق اتفاقيات مينسك إرباً، ولا نعتقد أنه سيتوقف عند هذا الحد. وعلينا أن نوضح أن الهجوم على أوكرانيا هو اعتداء على سيادة كل دولة عضو في الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة، وأنه سيواجه عقوبات سريعة وخطيرة".
يُذكر أنه في فبراير/شباط 2015، توصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا، في عاصمة بيلاروسيا "مينسك"، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة أوكرانيا على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.