يقود أحد المرشحين الرئيسيين لرئاسة كوريا الجنوبية حملته باستخدام أفاتار "تزييف عميق" لنفسه في ما يزعم أنه أول استخدامٍ للذكاء الاصطناعي في حملةٍ انتخابية، إذ يعتمد المرشح يون سوك يول، من حزب سلطة الشعب المحافظ، في خطبه وتجمعاته التقليدية على "الذكاء الاصطناعي يون سوك يول".
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022 فقد تم تصميم "الذكاء الاصطناعي يون سوك يول" عن طريق التلاعب بعينات صوت وصورة من خطاباته وحركاته، لتكوين صورةٍ رقمية مقنعة عن المدعي العام السابق الذي يبلغ من العمر 61 عاماً.
أول ظهور
حيث قال الأفاتار في مقابلةٍ مع وسائل الإعلام الكورية الجنوبية: "أهلاً بكم، أنا الذكاء الاصطناعي يون سوك يول، هل فاجأكم مدى التشابه بيننا؟، يعتبر الذكاء الاصطناعي يون سوك يول بمثابة بدايةٍ للابتكار في الانتخابات، وسأزور جميع أنحاء البلاد. كما يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي يون سوك يول هو الأول من نوعه في الساحة السياسية، ويرمز إلى مستقبل كوريا الجديد على يد يون".
جرى تصميم الأفاتار على يد شركة DeepBrain AI الكورية الجنوبية بناءً على 20 ساعة من التسجيلات للمرشح، بما فيها ثلاثة آلاف جملة منفردة.
إذ يحاكي الذكاء الاصطناعي صوته وطريقة كلامه مع تجنب السلوكيات الجسدية التي تعرض للسخرية بسببها، مثل هز رأسه كثيراً والوقوف مباعداً بين ساقيه بشكلٍ مفرط.
ذكاء ومهارات خاصة
قبل إجراء الانتخابات في التاسع من مارس/آذار 2022، تُشير استطلاعات الرأي إلى تقارب أرقام يون مع لي جاي ميونغ من الحزب الديمقراطي الكوري الحاكم.
سوف يتحدث المرشح الرقمي عبر الشاشات المثبتة على شاحنات في أماكن لا يستطيع "سيده" البشري زيارتها، كما يستطيع كذلك استقبال أسئلة الناخبين والإدلاء بإجاباتٍ صاغها المساعدون في الحملة.
يتمتع الذكاء الاصطناعي يون بحرية التعامل بأسلوبٍ فظ، وذكي، ومباشر أكثر من المرشح البشري الرسمي لكونه غير حقيقي.
بسؤاله عن هوية من سينقذه من الغرق بين لي والرئيس المنتهية ولايته مون جاي إن؛ أجاب الذكاء الاصطناعي قائلاً: "إنه يتمنى حظاً طيباً لكليهما".
عند الإشارة إلى فضيحةٍ صغيرة اتُّهِم خلالها لي بقبول هدايا فاكهة من شركةٍ كبيرة على نحوٍ غير لائق؛ قال الذكاء الاصطناعي يون: "لست مديناً بشيء للكاكا أو البطيخ، أنا أدين بالولاء للشعب فقط".
مرشح آخر يعتمد على مساعدين رقميين
يتعلق الأمر بكيم دون يون، لكن هذا المرشح ليست لديه فرصةٌ في الفوز، كما أن الأفاتار الخاص به يستخدم الرسوم المتحركة.
حيث قال كيم: "تمثل السياسة الكورية عبئاً على كاهل الشعب منذ وقتٍ طويل، وتكلفه مبالغ هائلة من المال، ولهذا فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كمتحدثٍ رسمي هو محاولةٌ لخفض نفقات الحملة الانتخابية".
بينما قوبل الذكاء الاصطناعي يون بالتنديد من قبل خصومه.
إذ قال كو سام سيوغ، العضو السابق في لجنة الاتصالات الكورية بترشيحٍ من الحزب الديمقراطي الحاكم: "لقد تجاوز حزب سلطة الشعب كل الحدود، ولا يخفى على أحد سبب اعتمادهم على أفاتار يون سوك يول، يريدون تحسين الصورة السيئة للمرشح الذي يهز رأسه كثيراً ويقف مباعداً بين ساقيه، ناهيك عن قدراته الكلامية الضعيفة".