قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الجمعة 11 فبراير/شباط 2022 إنه ومن أجل مواجهة المد المتصاعد من الحِدَّة والغضب على الإنترنت، أطلقت نيوزيلندا حملةً وطنية لمحاولة تهدئة مواطنيها.
حيث بدأت ملصقاتٌ بالظهور في جميع أنحاء المدن، تطلب من النيوزيلنديين "الهدوء قليلاً"، و"قراءة العبارات قبل الضغط على مفتاح الإدخال"، و"التعليق بكرامةٍ"، وظهرت كذلك شخصياتٌ كرتونية تناشد المتنازعين على لوحة المفاتيح عبر الإنترنت أن يأخذوا نفساً عميقاً ويفكِّروا في "ماذا ستقول والدتك؟".
حملة لتهدئة المواطنين في نيوزيلندا
في حين أطلقت لجنة حقوق الإنسان- وهي كيانٌ مستقل- الحملة أواخر عام 2021 ويقول مفوض حقوق الإنسان، بول هانت، إن الدافع وراء ذلك هو "تصاعد موجة الانقسام والسلوك المعادي للمجتمع".
حيث خرجت الشكاوى والاستفسارات على نطاقٍ أوسع ويقول هانت: "الناس متوترون وغاضبون حقاً". وقال إن المفوضية تلقت شكاوى بشأن الانتهاكات في الأشهر السبعة الماضية أكثر من الرقم القياسي السنوي السابق لها. وقد تضاعف المعدَّل الشهري للشكاوى من 525 إلى 956 شكوى في المتوسط.
كانت حملة "الهدوء قليلاً" تأمل في تذكير النيوزيلنديين، كما يقول هانت، بأنهم "يمكن أن يكون لديهم خلافٌ قوي دون أن يفقدوا الود".
ارتفاع وتيرة الأحاديث المتوترة في منصات التواصل
فمنذ منتصف عام 2021، كان هناك ارتفاعٌ كبير في كمية الأحاديث المتطرِّفة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تقول كيت هانا، الباحثة الرئيسية في معهد الأبحاث تي بينها ماتاتيني حيث كان الباحثون يرون حجماً إجمالياً أعلى للغة والصور العنيفة- بما في ذلك زيادة الإشارات إلى عمليات الإعدام خارج نطاق القانون، والعنف الجنسي، واللغة المعادية للمرأة، والألفاظ النابية. وتقول إن هذه النغمة أصبحت شائعة على المنصات الرئيسية.
من جانبه، يعتقد هانت أن الكثير من الارتفاع يمكن أن يُعزَى إلى الإجهاد خلال الجائحة والأشهر الطويلة القاتمة من الإغلاق.
يضيف هانت في حديثه عن الظاهرة: "إن عامين من الجائحة صعبان للغاية. يعاني الناس مالياً وعاطفياً ونفسياً، ويشعرون بالعجز، ويكافحون من أجل التأقلم. وأحياناً ينتقد الناس شيئاً آخر- أو أيِّ شخصٍ آخر".
زيادة سلوك الإساءة في الإنترنت
من جانبها، تقول مايكي شيرمان، رئيس معرض الصحافة البرلمانية: "زر الحظر كان ساخناً هذا العام. أعتقد أن الجميع في وسائل الإعلام سيوافقون على أننا شهدنا زيادة في الإساءة عبر الإنترنت".
كذلك، تضيف في تعليقها حول الأزمة أن بعض هذه الإساءات كانت شديدة. كان المتظاهرون الذين تجمعوا خارج البرلمان مغرمين بإخبار الصحفيين أنهم قريباً "سيحاكمون" ويُقتَلون بتهمة الخيانة.
فيما علَّقَت المراسلة الإخبارية كريستين هيل على تويتر، يوم الأربعاء 9 فبراير/شباط، على ذلك قائلةً: "كانت هناك امرأةٌ تحمل لافتةٍ تقول (الحب هو العلاج) قالت لي إنني سأُعدَم".
كما أضافت: "اعتاد المراسلون على التعامل في المواجهة، إنها جزءٌ من العمل. لكن الأمور تتصاعد إلى نقطةٍ يصبح فيها هناك قلقٌ حقيقي، بالنظر إلى التهديدات التي يتلقونها".
مايكي شيرمان رئيس معرض الصحافة البرلمانية تقول كذلك إن الزيادة في الانتهاكات لم تكن حصراً على الفصائل المناهضة للحكومة أو المناهضة للقاحات، فقد كانت السخافات، على حدِّ قولها، من مُختَلَف الأطياف السياسية. ووَجَدَ الباحثون أن نساء الماوري (السكَّان الأصليون لنيوزيلندا) كنَّ أكثر عرضةً للتعليقات المسيئة.