قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية، السبت 12 فبراير/شباط 2022، إن دبلوماسيين وموظفين قنصليين روساً بدأوا بمغادرة أوكرانيا، في وقت تصاعد فيه التوتر بين موسكو وكييف، وأجّج مخاوف دول غربية من غزو روسي مُحتمل لأوكرانيا، فيما من المقرر أن يجري رئيسا أمريكا وروسيا مكالمة هاتفية بشأن الأزمة.
الوكالة الروسية نقلت عن مصدر مطلع (لم تسمّه) قوله إن "الدبلوماسيين الروس وموظفي القنصلية في أوكرانيا بدأوا في المغادرة إلى روسيا"، مضيفاً: "على خلفية الإخلاء الذي أعلنته رسمياً عدد من الدول الغربية، فإن هذا يشير إلى أن موسكو قررت السير على نفس المنوال".
أشارت الوكالة إلى أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تحدث في وقت سابق عن أن "روسيا قد تتخذ قراراً بشأن الإجلاء المؤقت للموظفين غير الأساسيين في المؤسسات الدبلوماسية من البعثة الدبلوماسية".
يأتي هذا التحرك الروسي بعدما دعت أمريكا وعدد من الدول من بينها بريطانيا، وهولندا والدنمارك، مواطنيها إلى مغادرة الأراضي الأوكرانية، حيث يعتقد مسؤولون أمريكيون أن روسيا قد تبدأ غزواً لجارتها في الأيام القليلة المقبلة، كما تحدثت واشنطن عن أن موسكو حشدت كمّاً من القوات يمكنها لتنفيذ الغزو.
وسط الأجواء التي تؤشر لقرب حرب مُحتملة بين موسكو وكييف، من المقرر أن يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت بشأن الأزمة الأوكرانية.
وكالة رويترز نقلت عن مسؤول في البيت الأبيض – لم تذكر اسمه – قوله إن "بوتين طلب إجراء المحادثة الهاتفية يوم الإثنين لكن بايدن أرادها في وقت أقرب".
لا يزال بايدن يرى أن التواصل مع بوتين ربما يكون أفضل فرصة للوصول لقرار، وسيُجري المحادثة الهاتفية من المنتجع الرئاسي الجبلي في كامب ديفيد بولاية ماريلاند.
لم تسفر مكالمتان سابقتان بين بايدن وبوتين في ديسمبر/كانون الأول 2021 عن أي انفراجة، وإن كانت قد مهّدت الساحة لمسار الدبلوماسية بين مساعديهما، كما لم تسفر محادثات رباعية في برلين بين روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا يوم الخميس 10 فبراير/شباط 2022 عن أي تقدم.
من المزمع أيضاً أن يتحدث بوتين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت، حسبما ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
سبق هذا الاتصال المُنتظر، تحذير من مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان، بعد اجتماع عن بعد لقادة الدول الغربية، وقال إن بلاده "لا تزال ترى مؤشرات على تصعيد روسي، ويشمل ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية".
أضاف أن هذا الغزو يمكن "أن يحصل في أي وقت"، حتى قبل موعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في العشرين من فبراير/شباط 2022، لافتاً إلى أن شن روسيا لهجوم فعلي أصبح ممكناً.
لكن الاستخبارات الأمريكية لا تعرف بعد إن كان الرئيس الروسي "اتخذ قراراً نهائياً من عدمه". وقال دبلوماسي في حلف شمال الأطلسي لوكالة فرانس برس: "لا أحد يعرف إن كان قرار التحرك قد اتخذ".
بالموازاة مع ذلك، وضع الأمريكيون سيناريو محتملاً لهجوم روسي، وقال ساليفان إن هذا الهجوم "سيبدأ على الأرجح بقصف جوي وإطلاق صواريخ قد تؤدي بطبيعة الحال إلى مقتل مدنيين". وقد يتضمن أيضاً "هجوماً سريعاً" على كييف.
يُشار إلى أن الكرملين كشف، أمس الجمعة، أن المباحثات التي جرت الخميس الماضي في برلين بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا لم تفضِ "إلى أي نتيجة".