وصف الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله، الثلاثاء 8 فبراير/شباط 2022، المقترحات الكويتية للبنان لإصلاح العلاقات مع دول الخليج بأنها "إملاءات"، وذلك خلال مقابلة له مع قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية.
نصر الله، قال رداً على طلب للتعليق بشأن الوثيقة الكويتية إن لبنان "هو دولة ذات سيادة لا يصح أن يأتي أحد ويملي عليه إملاءات".
كما صرح بهذا الخصوص كذلك قائلاً: "لا يصحّ أن يُملي على لبنان أحدٌ أية إملاءاتٍ أو بنودٍ مقرَّرةٍ".
قبل أن يتابع: "إذا اعتبروا أننا نتدخل بشأن الدول العربية بسبب ملف اليمن، فعليهم ألا يتدخلوا بشؤوننا، ويجب ألّا نكون جهة يُملى عليها".
المتحدث ذاته اعتبر كذلك أن "العمل الأمني لم يتوقف، والضغط السياسي أيضاً، وهو لم يصل إلى نتيجةٍ، لذا لجأوا للحرب الاقتصادية".
في المقابل، أكد الأمير العام لـ"حزب الله" أنه "ليست عنده مشكلة في حوار لبناني خليجي".
شروط الخليج على لبنان
السبت 22 يناير/كانون الثاني 2022، زار وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح لبنان، معلناً أنه يحمل في جعبته، رسالة كويتية خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجدداً مع لبنان.
فقد رفض المسؤول الكويتي في تصريحات صحفية الكشف عن تلك المقترحات قائلاً: "أفضل ألا أتحدث عنها وأترك الأمر للسلطات اللبنانية في هذا الأمر"، فيما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أن بلاده ستخضع المبادرة للتشاور، لإعلان موقف مناسب بشأنها.
فيما كشف مصدر لبناني مطلع للأناضول، أن المبادرة تضمنت شروطاً عدة، منها تطبيق اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1989) والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي 1559 (الخاص بنزع سلاح الميليشيات في لبنان) و1680 (حول سيادة لبنان وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي)، و1701 (وقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل عقب حرب 2006).
كما تضمنت المبادرة، وفق المصدر ذاته، نقاطاً حول تفعيل التعاون الأمني بين الأجهزة اللبنانية والخليجية للتشدد في منع تهريب المخدرات إلى دول الخليج من خلال الصادرات اللبنانية.
أزمة لبنان والخليج
كانت زيارة الصباح الأولى رسمياً لمسؤول خليجي رفيع منذ الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بين لبنان ودول خليجية بينها الكويت، إثر تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (استقال فيما بعد)، انتقد فيها حرب اليمن، قبيل توليه الوزارة.
فقد سحبت السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن على إثر أزمة تصريحات قرداحي، سفراءها من لبنان، وكذلك طُلِب من سفراء لبنان مغادرة تلك الدول، وما زال الوضع على حاله إلى اليوم.
كما سبق هذه الأزمة، ضبط السعودية كميات كبيرة من الحبوب المخدرة والحشيش في شحنة رمان قادمة من لبنان، في أبريل/نيسان الماضي، فقررت حظر دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى أراضيها أو المرور عبرها، بدعوى استغلالها في تهريب المخدرات.
وزادت هذه الأزمات تفاقم مشكلة لبنان الاقتصادية، التي أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار قدرة المواطن لشرائية.