قال رئيس وزراء ليبيا المؤقت عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء 8 فبراير/شباط 2022، إنه سيتحدى تصويتاً مزمعاً في البرلمان لاختبار بديل له يوم الخميس 10 فبراير/شباط، فيما يثير احتمال وجود حكومتين متنافستين تعملان بالتوازي في البلاد.
إذ قال الدبيبة مراراً إن حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي يقودها ما زالت شرعية، رغم انهيار انتخابات كانت مقررة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ورفض تحركات البرلمان للسيطرة عليها، بينما أعلن مجلس النواب الليبي قبول ترشح شخصيتين لخلافة الدبيبة.
بينما لم تشهد ليبيا سلاماً أو استقراراً يُذكر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي على معمر القذافي، وانقسمت بعد 2014 إلى معسكرين متحاربين في شرق وغرب البلاد، كل له حكومته.
الدبيبة لن يسمح بمرحلة انتقالية جديدة
في خطاب له الثلاثاء، قال الدبيبة: "أُعلنها اليوم، لن أسمح بمراحل انتقالية جديدة، ولن نتراجع عن دورنا في الحكومة التي تعهدنا بها أمام هذا الشعب حتى تحقيق الانتخابات، وإن حكومة الوحدة الوطنية مستمرة في عملها إلى حين التسليم إلى سلطة منتخبة".
بينما وصف البرلمان، الذي انتُخب في 2014 وكان منحازاً في الغالب لقوات شرق ليبيا أثناء الحرب الأهلية، حكومة الوحدة الوطنية بأنها غير شرعية، وأقر الإثنين 7 فبراير/شباط خارطة طريق جديدة تشمل تشكيل حكومة انتقالية جديدة قبل إجراء انتخابات في العام القادم.
فيما تقول المستشارة الخاصة للأمم المتحدة بشأن ليبيا ودول غربية إن شرعية حكومة الوحدة الوطنية ما زالت قائمة، وحثت الفصائل المتناحرة والمؤسسات السياسية على جعل الأولوية لإجراء الانتخابات سريعاً وليس الدخول في فترة انتقالية أخرى.
عُين الدبيبة رئيساً للوزراء من خلال عملية سلام تدعمها الأمم المتحدة، بناء على تفاهم بأن تشرف الحكومة على الفترة التي تسبق انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر/كانون الأول كان من المستهدف أن تؤدي إلى تشكيل حكومة دائمة.
غير أنه تراجع عن تعهد قطعه لدى تعيينه بعدم خوض انتخابات ديسمبر/كانون الأول، وكان ترشحه إحدى نقاط الخلاف الرئيسية التي تسببت في نهاية المطاف في انهيار العملية. وقال الدبيبة الثلاثاء إنه بدأ مشاورات لبدء عملية انتخابية جديدة في يونيو/حزيران.
الأمم المتحدة قلقة من مستقبل ليبيا
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة، الثلاثاء، عن قلقها إزاء المسار الذي تتجه إليه ليبيا حالياً، وفق ما جاء في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
رداً على أسئلة الصحفيين بشأن دعوة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى انعقاد المجلس، الخميس، لاختيار رئيس جديد للحكومة، قال دوجاريك: "نحن قلقون للغاية من المسار الذي تسير إليه الأمور في ليبيا، حيث تأخذ اتجاهاً لا نود أن نرى البلاد تسير إليه".
كما أضاف: "السيدة ستيفاني ويليامز (مستشارة الأمين العام الخاصة إلى ليبيا) متواجدة حالياً في روما وسوف تعود للاجتماع مع محاوريها على الأرض في ليبيا، في القريب العاجل".
رداً على أسئلة الصحفيين بشأن الحاجة إلى دعوة أممية بعقد مؤتمر دولي جديد بشأن الوضع الحالي في ليبيا، قال دوجاريك: "في هذه اللحظة يتعين على القادة الليبيين التركيز على مصالح شعبهم أولاً وتحقيق وحدة السلطة ووحدة بلدهم".
فيما قال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق في مؤتمر صحفي: "بيت القصيد هو إجراء الانتخابات، بحيث يكون هناك توحيد أكبر بين الشعب الليبي، وبحيث لا نعود إلى هذا النوع من الفتنة والفوضى التي ميزت حقاً العقد الماضي".