كشف والد الطفل المغربي ريان عن آخر كلمات قالها نجله داخل البئر، أثناء محاولات إنقاذه التي استمرت 5 أيام، لكن النهاية كانت مأساوية بعد الإعلان عن وفاته مخلفاً صدمة لدى ملايين الأشخاص الذين تابعوا قصة ريان حول العالم.
منذ ظهر الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022، سقط ريان داخل بئر جافة بعمق 32 متراً، في قرية إغران بمنطقة تمروت في إقليم شفشاون (شمال)، وانتشلته طواقم إنقاذ مغربية مساء السبت، بعد جهود مكثفة لنحو 5 أيام متواصلة، ثم أعلن الديوان الملكي وفاته.
آخر ما قاله الطفل المغربي ريان
خالد أورام والد الطفل المغربي ريان قال في تصريح نقله موقع "شوف تي في" المحلي إن ريان كان يبكي، وآخر ما قاله بصوت ضعيف: "طلعوني طلعوني". وأشار إلى أنه لا يعلم كيف وقع ابنه، وعندما عاد من الصلاة لم يجده.
من جهته، قال العم علي الصحراوي (66 عاماً)، الذي يعمل في مهنة حفر الآبار، واستدعاه عم الطفل للمشاركة في عملية الحفر والإنقاذ، إنه واصل الحفر اليدوي لمسافة 5 أمتار على نحو استغرق 20 ساعة.
كما أشار الرجل، الذي جرى تناقل صوره عبر الشبكات الاجتماعية، إلى أن الطبيعة الوعرة في مكان الحادث جعلت عملية الحفر في محيط البئر شاقة.
فيما تحدث عن الانهيارات المتكررة للتربة خلال عمليات الحفر، لافتاً إلى أن اعتراض صخرة مسار النفق الأفقي استغرق وقتاً طويلاً لحين تخطيها للوصول إلى مكان الطفل.
تشييع جنازة "طفل البئر"
فيما شَّيع آلاف المغاربة، الإثنين 7 فبراير/شباط، جثمان الطفل المغربي ريان أوران (5 سنوات)، الذي توفي إثر بقائه عالقاً أكثر من 100 ساعة في بئر سقط فيها، وهو حدث اجتذب أنظار العالم خلال محاولة إنقاذه.
انطلقت الجنازة من منزل جد الطفل في القرية، وأدى المشيّعون صلاة الجنازة على جثمانه في مصلى تابع للمقبرة قبل أن يُوارى الثرى، في حضور أمني كثيف لعناصر الدرك الملكي وقوات مساعدة لتأمين الحدث.
نظراً لخصوصية الحدث، جاء مشيعون من جهات المغرب الأربع للمشاركة في جنازة الطفل ومواساة أسرته.
فيما لم يُسمح للمئات من المشيعين بالانتقال بسياراتهم إلى المقبرة، حتى لا يحدث ازدحام قد يعرقل التشييع والدفن، لذا قرر هؤلاء قطع المسافات المتبقية على أقدامهم رغم وعورة المسالك وطولها.
بعضهم جاء سائراً على قدميه وقطع كيلومترات عديدة استغرقت منهم 4 و5 ساعات، كما هو حال شباب، تحدث معهم مراسل الأناضول، قدموا من مناطق "باب برد" و "الشرافات" وغيرها من قرى شفشاون.
تعاطف عربي وأجنبي كبير
فيما حبس الملايين في مختلف أنحاء العالم أنفاسهم على مدى أيام وهم يتابعون الجهود المضنية لإنقاذ الطفل المغربي ريان، وفجرت معاناته ووفاته مشاعر الحزن وأقضت المضاجع وأسالت الدموع لتوحد الناس دون أي اعتبارات سياسية أو أيديولوجية أو عرقية.
تابع العالم الأزمة لحظة بلحظة عبر وسائل الإعلام في بلدان المنطقة وخارجها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونعت قيادات سياسية وشخصيات عربية وعالمية الطفل المغربي ريان بعد أن تأكدت وفاته عقب انتشاله.
ظل الطفل ريان ذو الخمس سنوات عالقاَ على عمق 32 متراً في بئر ضيقة في قرية "إغران" قرب شفشاون في شمال المغرب لمدة خمسة أيام دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من إخراجه منها، بسبب طبيعة التربة في تلك المنطقة المعرضة للانجراف.
بينما رصدت كاميرات فرق الإنقاذ ريان في اليومين الأولين من سقوطه وهو يتحرك حركات بسيطة. غير أن المسعفين لم يفلحوا في دخول البئر وانتشاله نظراً لضيقها، حيث يصغر قطرها في الوسط إلى 20 سنتيمتراً. واضطرت فرق الإنقاذ إلى حفر حفرة موازية للبئر بحذر شديد خوفاً من انهيار التربة.
فيما حشدت قضية ريان تعاطفاً عربياً وعالمياً، وانتشر وسم "أنقذوا ريان" على وسائل التواصل الاجتماعي من اليوم الثاني لسقوطه، وتابع عملية إنقاذه عدد من القنوات العربية والعالمية على أمل خروجه على قيد الحياة.
غير أن حزناً طاغياً وشعوراً بالصدمة خيما على المغاربة وعلى من تابعوا مأساته عقب إعلان وفاة الطفل المغربي ريان بعد دقائق قليلة من انتشاله. وتوالت التعليقات الحزينة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية من شخصيات مرموقة ومن المواطنين سواء كانوا عرباً أم أجانب.