أثارت رياضية من الإيغور في الصين جدلاً واسعاً بعد اختيارها من بكين لحمل الشعلة الأولمبية للدولة لكنها اختفت بعد افتتاح الألعاب الأولمبية مباشرة وسط تكتم وسائل إعلام صينية عن مصيرها، وفقاً لما نشرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
الصحيفة قالت إن اختيار الرياضية دينيجير يلاموجيانغ كان مفاجئاً وأثار جدلاً بعدما كشف مقدم الحفل أن الافتتاح سيكون بـ "طريقة جريئة وغير مسبوقة لإضاءة الشعلة الأولمبية" وفي النهاية، لم يكن الأمر متعلقاً بكيفية حمل دينيجير للشعلة، جنباً إلى جنب مع تشاو جياوين، الرياضي الصيني من الشمال، بقدر ما كان الأمر متعلقاً بهويتها، خاصة وأن دينيجير هي من الأويغور وعضو في مجموعة الأقلية التركية التي تعيش في منطقة شينجيانغ بشمال غربي الصين.
البعض فسّر قرار اختيار دينيجير، بدلاً من رياضية أخرى أكثر إنجازاً أو شهرة على نطاق واسع، وإقرانها مع عضو من أغلبية الهان الصينية، على أنه تحدٍّ من جانب شي لحملة الضغط العالمية، بينما شجبته جماعات حقوق الإنسان الأويغورية في الخارج ووصفته بأنه "مهين".
وكان اختيار دينيجير لمثل هذه المهمة المرموقة ملحوظاً لسبب آخر: كانت على وشك الظهور لأول مرة في الألعاب الأولمبية بعد 18 ساعة من بزوغ نجمها في حفل الافتتاح لكن الأمور لم تَسِر جيداً وعند أول نقطة وصول في سباق يوم السبت 5 فبراير/شباط، كانت دينيجير متراجعة بأكثر من نصف المضمار الذي يضم 65 متنافساً، وأنهت السباق في المركز 42 خلف النرويجية تيريز جوهوغ، التي فازت في النهاية بالميدالية الذهبية.
بعد ذلك، انسحبت دينيجير والرياضيون الصينيون الثلاثة الآخرون المتنافسون في الحدث، تاركين أكثر من 10 صحفيين صينيين وأجانب ينتظرون لأكثر من ساعة في درجات حرارة شديدة البرودة.
ويبدو أنَّ هروب دينيجير، إذا كان هذا هو الحال فعلاً، مخالف لقواعد اللجنة الأولمبية الدولية التي تتطلب من جميع الرياضيين المرور عبر "منطقة مختلطة"، حيث يمكنهم -دون التزام- بالإجابة عن أسئلة الصحفيين.
وأكدت اللجنة الأولمبية الدولية، في رد عبر البريد الإلكتروني على الأسئلة، أنَّ قواعد المنطقة المختلطة لا تزال سارية على الرغم من الوباء، لكنها رفضت التعليق على عدم حضور دينيجير. وتعذر الوصول إلى دينيجير للتعليق من خلال اللجنة الأولمبية الوطنية الصينية، التي لم ترُد على طلبات التعليق.
والشابة البالغة من العمر 20 عاماً من محافظة ألتاي الشمالية في شينجيانغ، هي واحد من ستة رياضيين من المنطقة الصينية يتنافسون في الألعاب الشتوية، والوحيدة من أصول الأويغور وبفضل حفل الافتتاح، أصبحت دينيجير من المشاهير بين عشية وضحاها في الصين، ووُصِفَت بأنها رمز للوحدة الوطنية.
وقالت المتزلجة الشابة، لوكالة الأنباء الصينية الرسمية Xinhua يوم الأحد 6 فبراير/شباط: "تلك اللحظة ستشجعني كل يوم لبقية حياتي. لقد كنت متحمسة للغاية عندما علمت أننا سنضع الشعلة. إنه لشرف كبير لي!"، فيما وقالت وكالة أنباء Xinhua المملوكة للدولة إنها وشريكها مثّلا الرياضيين الصينيين الذين وُلدوا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وكانا رمزاً لتراث التقاليد الرياضية والروح الأولمبية عبر الأجيال. لكنها لم تُشِر إلى عرقها.
بالنسبة إلى نشطاء حقوق الإنسان في الخارج، كان اختيار دينيجير لحفل الافتتاح بمثابة محاولة صريحة من الرئيس الصيني شي جين بينغ لدحض المزاعم بشأن انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأويغور.
وفي موجز صحفي يوم السبت 5 فبراير/شباط، رفض منظمو أولمبياد بكين التساؤلات حول اختيار دينيجير، وفضلوا مناقشة فكرة ندفة الثلج لحفل الافتتاح بدلاً من ذلك ويتناقض صمت دينيجير بشأن هويتها العرقية مع زميلتها الرياضية أداكي أهينير، متزلجة سريعة من شينجيانغ، التي شاركت أيضاً لأول مرة في الأولمبياد.
إذ صرّحت أداكي للصحفيين، بعد مشاركتها في سباق التزلج السريع للسيدات الذي يبلغ طوله 3000 متر يوم السبت 5 فبراير/شباط، واحتلت المركز السابع عشر: "تشرفت بأنني من أقلية عرقية تقاتل في ساحة وطننا، لتمثيل بلدي وجماعتي العرقية، وهذا الشرف لا يُوصَف".