كشف طبيب شرعي كان يحقق في وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، أن الأخير اغتيل في مؤامرة خططت لها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مشيراً في مزاعمه الصادمة إلى أن الرجل المتهم بتنفيذ الاغتيال كان يعمل بتوجيه من الاستخبارات.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الأحد 6 فبراير/شباط 2022، إن الطبيب الشرعي هو سيريل ويتشت، وهو متقاعد ويبلغ حالياً من العمر 90 عاماً.
يزعم ويتشت في كتاب صدر حديثاً عنه أن "لي هارفي أوزوالد" المتهم رسمياً باغتيال كينيدي، كان يعمل في الغالب بتعليمات من آلان دالاس، الذي كان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية من عام 1953 إلى عام 1961.
كينيدي كان قد عزل دالاس من منصبه بعد إشرافه على عملية الغزو الفاشلة لخليج الخنازير التي كانت مصممة للإطاحة بزعيم كوبا، فيدل كاسترو.
مزاعم ويتشت جاءت خلال حديثه لصحيفة The New York Post، وقال إنه "من المؤكد في غالب الظن أن أوزوالد كان عميلاً من جهةٍ ما لوكالة الاستخبارات المركزية".
ويتشت جادل في الكتاب الذي يروي تحليله لعملية الاغتيال (The JFK (Assassination Dissected، بأن دالاس شعر بالضغينة على كينيدي لأنه عزله، وسعى للانتقام منه.
بحسب رواية الطبيب الشرعي، فإن "كينيدي قرر طرد آلان دالاس لأنه ضاق ذرعاً بما كانت تفعله وكالة الاستخبارات المركزية"، لكن المفاجئ بعد ذلك أن "من الذي عُيِّن في لجنة وارن؟ نعم إنه دالاس. ولا يمكن لأحد ألا يشتم رائحة الكذب التي تفوح من هذا السيناريو".
يدَّعي ويتشت أيضاً أن دالاس كان له دور فعال في ما أصبح الرواية الرسمية للتستر على حقيقة ما حدث في واقعة الاغتيال، فقد عُيِّن مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق في لجنة وارن، التي حققت رسمياً في مقتل كينيدي وخلصت إلى أن أوزوالد تصرف في جريمة الاغتيال بمفرده.
سُئل ويتشت عن أسباب الكشف عن هذه الرواية للاغتيال الآن، وقال: "لا أنوي العيش إلى الأبد، بل فترة طويلة فحسب. لذلك شعرت بأنني أريد أن أبوح بكل الأشياء التي خبرتها وفعلتها والأشخاص الذين قابلتهم، وقد حان الوقت. أنا أعمل على هذا الكتاب منذ ست سنوات".
أبدى ريتشت سخطه على القبول بالرواية الرسمية لاغتيال كينيدي على أنها حقيقة، وقال مستنكراً: "لا يزال الشباب يتلقون أن الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة قتلَه مسلح يعمل بمفرده".
تُشير صحيفة The Times إلى أن أمريكا لا تزال مفتونة بعملية اغتيال كينيدي وتفاصيلها وروايتها، ولطالما تنوعت هوية المتهمين في الحادث، فقد اتُّهمت وكالة الاستخبارات المركزية، والمافيا، والروس وليندون جونسون، نائب كينيدي الذي أقسم يمين الرئاسة بعد اغتياله.
كذلك تشير تقديرات فنسينت بوجليوسي، المدعي العام السابق لمنطقة لوس أنجلوس، إلى أن الاتهامات بارتكاب جريمة اغتيال كينيدي طالت نحو 42 مجموعة ومنظمة و214 شخصاً.
أُطلق النار على كينيدي في دالاس بولاية تكساس الأمريكية في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، وهو يبلغ من العمر آنذاك 46 عاماً، ثم أُلقي القبض على أوزوالد، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، في وقت لاحق من ذلك اليوم، قبل أن يقتله جاك روبي، وهو رجل أعمال محلي، بعدها بيومين.
تُوفي روبي في السجن عن عمر يناهز 55 عاماً في عام 1967، وتُوفي دالاس عن عمر يناهز 75 عاماً في عام 1969.