بدأت السلطات المغربية، مساء الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، الحفر الأفقي بشكل يدوي من أجل الوصول إلى الطفل ريان، وذلك بعدما اكتملت عمليات الحفر إلى عمق مساوٍ للبئر ومكان تمركز الطفل، فيما سمحت "خلية الأزمة" لوالد ريان برؤيته من خلال الكاميرا المثبتة داخل البئر التي سقط فيها قبل نحو 4 أيام.
فيما استعانت فرق الإنقاذ بأسطوانات خرسانية كبيرة وأخرى معدنية أكبر حجماً؛ من أجل وضعها في المنفذ الأفقي الذي يتم حفره يدوياً تجاه البئر؛ فقد ظهرت آليات مغربية تنقل عدداً من هذه الأسطوانات قرب "الجرف" الذي تم حفره لإنقاذ الطفل العالق.
من المقرر أن توضع الأسطوانات الخرسانية في النفق الأفقي الذي شرعت فرق الإنقاذ في حفره يدوياً مساء الجمعة؛ لتقويته وحماية الطفل وطاقم الإنقاذ من أي انهيارات صخرية مفاجئة.
على أثر ذلك، حفرت فرق الإنقاذ مسافة تُقدر بأكثر من 6 أمتار من أصل 8 أمتار للوصول إلى ريان، بقي منها أقل من متر و40 سنتيمتراً فقط، حتى يَصلوا إلى ريان وفق تقرير نشرته وكالة " سبوتنك" الروسية.
من جهته، توقَّع مهندس مغربي مشارك في عملية إنقاذ الطفل ريان، الانتهاء من عملية الحفر الأفقي في غضون 5 ساعات، إذا لم تحدث انهيارات جديدة للتربة.
إذ قال المهندس مراد الجزولي، في تصريح للقناة الثانية المغربية (حكومية): "تفصلنا مسافة 5 أمتار (أفقية) لنصل إلى مكان ريان".
بينما أضاف الجزولي: "إذا حدثت انجرافات للتربة، فسنضطر إلى توقيف عملية الحفر الأفقي، للمجال نفسه للجرافات لإزالة الأتربة".
انتهاء عمليات الحفر بجانب البئر
كانت السلطات قد أعلنت انتهاء عمليات الحفر بجانب البئر عن طريق الآليات الهندسية الضخمة، حيث قام رجال الوقاية المدنية في المغرب بإنزال كاميرا تستعمل في مهام الغوث؛ للتأكد من الوضع الصحي للطفل والتواصل معه لإبقائه واعياً.
في السياق ذاته، قالت وسائل إعلام محلية إن "خلية الأزمة" سمحت للمواطن المغربي خالد، والد الطفل ريان، برؤيته من الكاميرا المثبتة داخل البئر.
بدورها، ذكرت مصادر صحفية مغربية أن 3 عناصر من فريق الإنقاذ بدؤوا الدخول عبر أنابيب؛ لإتمام عملية الحفر الأفقي وإخراج الطفل ريان، لكن ذلك لم يتأكد بشكل رسمي حتى الآن.
في حين نفى شهود عيان صحة مقاطع الفيديو المتداولة بشأن خروج ريان من البئر، لافتين إلى أن الطفل العالق لم يخرج بعد.
المحطة الأخيرة لعميلة الإنقاذ
في وقت سابق من يوم الجمعة، وصلت أنابيب إسمنتية بقطر متر واحد؛ لاستخدامها في عملية الحفر الأفقي التي انطلقت منذ ساعات، كما وصلت معدات تابعة لفرق الحماية المدنية.
بحسب خبراء مختصين، فإن العملية "تتعلق بمرحلة تثبيت أنابيب؛ لضمان عدم وقوع أي انجراف"، ومن المنتظر أن تؤمّن هذه الأنابيب عملية دخول رجال الإنقاذ لإخراج ريان.
كانت اللجنة المشرفة على عملية الإنقاذ قد أعلنت، صباح الجمعة، أن ريان لايزال على قيد الحياة، فضلاً عن توقف عمليات الحفر مؤقتاً، من جراء وجود انهيارات صخرية، وفق إعلام محلي.
جدير بالذكر أن الطفل ريان (5 سنوات)، علق منذ ظهر الثلاثاء، داخل بئر في القرية الزراعية "إغران" التابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، شمالي المغرب، فيما تواصل فرق الإنقاذ عملية إخراجه، وسط تعاطف عربي ودولي واسع مع قضيته.
فيما جهزت السلطات طائرة هليكوبتر تابعة للدرك الملكي المغربي، وأطقماً طبية متخصصة في الإنعاش تابعة لوزارة الصحة موجودة بالمكان؛ من أجل القيام بالتدخلات الطبية الضرورية قبل نقل الطفل ريان إلى أقرب مؤسسة استشفائية فور إنقاذه.
في غضون ذلك، يستمر إمداد ريان بالأكسجين والماء عبر أنابيب؛ لإبقائه على قيد الحياة.