بحث العراق وإيران، الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، استعدادات الجولة الخامسة من المباحثات الإيرانية-السعودية؛ في مسعى لإنهاء قطيعة دامت نحو 6 سنوات بين البلدين، وذلك بهدف تهدئة حدة التوتر بين البلدين، في خطوة توصف بالمهمة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وفق بيان للخارجية العراقية.
حيث بحث الجانبان "التعاون الثلاثي السعودي والإيراني والعراقي، من أجل البدء بالجولة الخامسة للمباحثات (دون تحديد موعد انعقادها)".
فيما أكد الوزيران "ضرورة استمرار المباحثات التي بدأت في بغداد ووصلت إلى الجولة الرابعة بين السعودية وإيران".
تطورات الأوضاع في المنطقة
كما تطرقت المباحثات إلى "تطورات الأوضاع في المنطقة، منها الوضع الأمني في الخليج واليمن، وخطورة التصعيد وتعميق الأزمات".
من جهته، قال فؤاد حسين إن "استقرار المنطقة هو أيضاً استقرار للعراق، ومن هنا فإننا مستعدون لبذل كافة الجهود والعمل مع دول المنطقة لإيقاف العنف".
بدوره، أوضح الوزير الإيراني أن العلاقات بين بلاده والسعودية تتحسن في مجالات معينة (لم يحددها)، بحسب البيان ذاته.
4 جولات من المباحثات المباشرة
كانت العاصمة العراقية بغداد قد احتضنت 4 جولات من المباحثات المباشرة بين مسؤولي السعودية وإيران، تركزت على النقاط الخلافية، أبرزها حرب اليمن والبرنامج النووي الإيراني.
من جانبه، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح، في مايو/أيار 2021، أن بلاده استضافت أكثر من جولة حوار بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية، وتلاها تصريح من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، يصف المحادثات بأنها في مرحلة "استكشافيّة".
كانت هذه هي أول مرة يتم الكشف فيها رسمياً عن إجراء مباحثات رسمية مباشرة بين السعودية وإيران منذ قطع العلاقات بينهما عام 2016، إثر اعتداء محتجين على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران، تنديداً بإعدام الرياض رجل الدين الشيعي، نمر النمر، بتهمة الإرهاب.
تأتي تلك المحادثات بينما تواصل الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين القوى العالمية وإيران، والذي انسحبت منه واشنطن قبل نحو ثلاث سنوات وعارضته الرياض؛ لعدم معالجته برنامج طهران للصواريخ الباليستية وتصرفات إيران الإقليمية.
فيما يشكل العراق ساحة تنافس رئيسية على النفوذ بين إيران والسعودية، القوتين الرئيسيتين في منطقة الخليج، بينما تسعى بغداد لردم الفجوة بينها، على أمل أن ينعكس ذلك إيجاباً عليها.
وتتهم دول خليجية، تتقدمها السعودية، إيران بامتلاك "أجندة شيعية" توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران مراراً وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار.