أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، الأربعاء 2 فبراير/شباط 2022، خلال خطاب ألقاه أمام قوات بالجيش في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد، عدم تسليم السلطة إلا لمن يأتي عبر الانتخابات أو التوافق السياسي، فيما شهدت المنطقة مظاهرات مناهضة له.
إذ أصيب 5 أشخاص واعتقل 5 آخرون، في مظاهرات شهدتها مدينة الفاشر، غربي السودان، رفضاً لزيارة البرهان، الذي قال كذلك حسب البيان الذي نشره مجلس السيادة السوداني: "نريد أن نسلم السلطة لمواطنين سودانيين منتخبين من قِبل الشعب لحكم السودان".
البرهان يحذّر من حملات التضليل
رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، قال كذلك في خطابه أمام قوات الجيش السوداني: "لا أحد يستطيع أن يزايد على تضحيات القوات المسلحة في أنحاء البلاد كافة"، مشيراً إلى "ضرورة التصدي لحملات التضليل والتلفيق والكذب عبر وسائل التواصل الاجتماعي الضارة بأمن الوطن".
زيارة البرهان لمدينة الفاشر شهدتها احتجاجات كبيرة ضده، بحسب بيانين منفصلين صدرا عن لجنة أطباء السودان (غير حكومية)، و"تنسيقية لجان مقاومة الفاشر"، مساء الأربعاء. فيما لم تصدر على الفور إفادة من السلطات في هذا الشأن.
حيث قالت اللجنة الطبية: "اعتدت قوات الانقلاب على المظاهرات التي دعت لها لجان المقاومة (مكونة من ناشطين)، بمدينة الفاشر؛ لرفض زيارة قادة الانقلاب للولاية".
جدير بالذكر أنه وفي يوم الأربعاء، وصل البرهان رفقة وفد من أعضاء مجلس السيادة إلى الفاشر؛ لبحث الترتيبات الأمنية وفق اتفاق سلام وقعته الحكومة مع حركات مسلحة في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
كذلك، قالت اللجنة: "استخدمت هذه القوات الغاز المسيل للدموع والعصي والهراوات، ما أدى إلى وقوع إصابات بلغت 5، بينها إصابة بالرأس بعبوة غاز مسيل للدموع، والحالة مستقرة".
احتجاجات سلمية ضد البرهان
من جانبها أفادت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر"، في بيان، بأن "السلطات اعتدت على الاحتجاجات السلمية التي دعونا لها وأوقعت عدداً (لم تحدده) من الإصابات". وأضافت أن "السلطات اعتقلت 5 من قادة العمل السياسي في الفاشر".
يأتي ذلك في ظل استمرار الاحتجاجات بالعاصمة السودانية الخرطوم وفي مدن عدةٍ مناهضة للإجراءات التي قام بها البرهان، إذ إنه ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 يشهد السودان احتجاجات تطالب بـ"حكم مدني ديمقراطي كامل" وترفض إجراءات استثنائية فرضها البرهان في البلاد.
من جانبها أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم، الثلاثاء، عن 4 مظاهرات "مليونية موحدة" في العاصمة السودانية خلال فبراير/شباط 2022، ضمن فعالياتها التي تطالب بالحكم المدني، وقالت في بيان، إن "الثورة مستمرة، وطرق نضالها تكثر وتتغير وتتجدد، وسيكون فبراير شهراً عظيماً في مسيرة الثورة، حيث سيكتمل فيه صناعة ميثاق لجان الخرطوم، وطرحه لوحدة القوى الثورية المناهضة للانقلاب".
كما أضاف بيان التنسيقية: "نعلن عن مليونيات موحدة بالخرطوم في فبراير/شباط أيام 7 و14 و21 و28". وأشار البيان إلى أن بقية أيام الشهر "تترك لأشكال النضال الأخرى وحسب ما تراه اللجان ولنضال الأجسام المهنية".
يُذكر أن "لجان المقاومة" تكونت في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 أبريل/نيسان 2019، وتستمر في احتجاجاتها السلمية المناهضة لعبد الفتاح البرهان، وتطالب برحيل الجيش عن حكم السودان وتسليم السلطة للمدنيين.