قالت قناة إسرائيلية رسمية، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2022، إن الأنظمة الدفاعية التي يشغلها الجيش الروسي في سوريا تتسبب في اضطراب الملاحة الجوية بمطار بن غوريون في تل أبيب، وأضافت أن تل أبيب طلبت من موسكو وقف تشغيلها لكنها رفضت.
يأتي ذلك بينما أعلنت تقارير إعلامية إسرائيلية، الأسبوع الماضي، عن وجود مفاوضات إسرائيلية-روسية من أجل تهدئة الأوضاع على الحدود مع سوريا، خاصة أن تل أبيب تخشى أن تستهدف طائراتها القوات الروسية المنتشرة في أكثر من منطقة داخل سوريا.
كيف تؤثر أنظمة روسيا الدفاعية على إسرائيل؟
حسب قناة "كان" فإن إسرائيل بعثت برسالة إلى موسكو، تفيد بأن أنظمة دفاعية متطورة يشغلها الجيش الروسي في قاعدة "حميميم" الجوية باللاذقية (غربي سوريا) تعطل الموجات الكهرومغناطيسية، ما يسبب اضطرابات في نظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، ويؤثر على الطائرات التي تستعد للهبوط في المطار.
كما تابعت القناة الإسرائيلية: "أدى نشاط الجيش الروسي في قاعدة حميميم إلى تشغيل أنظمة دفاعية متطورة وقوية تعطل الموجات الكهرومغناطيسية في شرق البحر الأبيض المتوسط".
بينما طلبت إسرائيل من روسيا وقف تشغيل هذه الأنظمة، وهو ما رفضته موسكو، وقالت إن تلك الأنظمة مصممة لحماية جنودها، وفق القناة.
تابعت القناة: "قدر البعض في إسرائيل أن روسيا تحاول إظهار من هو "صاحب البيت" في سوريا، على خلفية الهجمات المنسوبة لإسرائيل هناك".
هكذا واجه الطيارون هذه المشاكل
من حين إلى آخر، تشن إسرائيل هجمات جوية على مواقع للنظام السوري، وأخرى تابعة للقوات الإيرانية الموالية له في محافظات سورية مختلفة.
إذ قال طيار في إحدى شركات الطيران بإسرائيل للقناة إن "هذه الأحداث أثرت علينا بشدة في أوائل عام 2019، لكنها توقفت منذ ذلك الوقت".
لكنه استدرك: "في الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة الماضية، بدأنا نشهد ذلك مجدداً في منطقة مطار بن غوريون، هناك تكهنات بأن الروس يحاولون منع إمكانية إلحاق الأذى بهم من خلال تعطيل أنظمة GPS".
فيما وجهت الخطوط الجوية الإسرائيلية الطيارين إلى التعامل مع هذا الوضع، من خلال إيقاف تشغيل الأجهزة في قمرة القيادة في حالة حدوث أعطال، وفق "كان".
بينما اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول للقناة إن "الجيش يتصرف ضد التهديدات كجزء من دفاع متعدد الأبعاد عن دولة إسرائيل".
التواجد العسكري الروسي في سوريا
ينتشر الروس في سوريا في أماكن عديدة، حيث أصدر مركز جسور للدراسات خريطة لقواعد ونقاط التواجد الروسي في سوريا، وشملت الخريطة 66 نقطة، منها 24 قاعدة عسكرية، و32 نقطة تواجد، و10 نقاط مراقبة.
لكن الوجود الروسي الأبرز في سوريا في قاعدتين عسكريتين، جوية وبحرية. وهما قاعدة حميميم الجوية الواقعة في اللاذقية، وكانت مخصصة للطيران المروحي، واستخدمتها موسكو لقواتها سنة 2015، علماً أن استعمالها لهذه المنشأة غير مشروط.
الآن أصبحت قاعدة حميميم واحدة من أكثر القواعد في العالم تحصيناً، حسبما يقول الروس. ويمكن القول إن قاعدة حميميم تحولت من كونها مطاراً صغيراً قبل خمسة أعوام إلى مدينة حقيقية فيها شوارع وميادين.
إذ إن هناك خط اتصال مباشر بين قائد المجموعة الجوية الروسية في قاعدة حميميم ووزارة الدفاع في موسكو. كما أن بإمكان قائد المجموعة الروسية أن يتصل بممثلي التحالف الدولي في العراق من أجل منع الحوادث في سوريا.
أما قاعدة طرطوس فهي قاعدة بحرية، وتعد الوحيدة لروسيا في البحر الأبيض المتوسط، وقد أعيد استخدامها من قبل موسكو ضمن اتفاق وقع عام 2017، يقضي بتعزيز الوجود العسكري الروسي جوياً وبحرياً في سوريا.
القاعدة مجهزة بثكنات ومستودعات تخزين عائمة، كما تضم عشرات البحارة الروس.