شنّت إسرائيل هجوماً حاداً على منظمة العفو الدولية "أمنستي"، وذلك على خلفية تقرير منتظر صدوره يتعلق باتهامها بالفصل العنصري، زاعمةً أن النتائج التي توصلت إليها المنظمة الدولية تعد "زائفة، ومتحيزة، ومعادية للسامية"، طبقاً لما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الإثنين 31 يناير/كانون الثاني 2021.
حيث من المرتقب أن تنضم منظمة العفو الدولية إلى منظمة هيومن رايتس ووتش والمنظمة الحقوقية الإسرائيلية "بتسيلم"، في الاتهامات الموجهة ضد تل أبيب بارتكاب جريمة الفصل العنصري الدولية، وذلك استناداً إلى احتلالها العسكري المستمر منذ نحو 55 عاماً، للأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقبلية عليها، وبسبب طريقة تعاملها مع الأقلية العربية التي تعيش داخل حدود إسرائيل.
فيما أكدت المنظمة الدولية المستقرة بالعاصمة البريطانية لندن، في بيان، أنها ستنشر، الثلاثاء، تقريراً حديثاً بعنوان "نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظامٌ قاسٍ يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية".
هذا التقرير الجديد "من أكثر الأبحاث والتحقيقات عمقاً وشمولاً التي أجرتها منظمة العفو الدولية للوضع، حتى اليوم"، بحسب البيان الذي نوه إلى أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي في القدس الشرقية المحتلة؛ لعرض تفاصيل التقرير.
في حين قالت "أمنستي": "عمِل هذا التقرير، الشمولي بطبيعته، على توثيق كيف أن مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية على نطاق واسع، وعمليات القتل غير المشروع، والتهجير القسري، والقيود الصارمة على الحركة، وحرمان الفلسطينيين من حقوق الجنسية والمواطنة؛ جميع هذه الانتهاكات هي مكونات نظم عنصري تمييزي يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".
هجوم إسرائيلي
في المقابل، قالت إسرائيل، في بيان، إنها "ترفض رفضاً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة التي وردت في التقرير الذي يُتوقع أن تنشره منظمة العفو الدولية، الثلاثاء"، على حد قولها.
البيان الإسرائيلي أضاف: "يقوم التقرير بإعادة تدوير الأكاذيب والتناقضات والمزاعم التي لا أساس لها من الصحة، الصادرة عن منظمات الكراهية، المعروفة بمناهضة إسرائيل، وكل ذلك بهدف إعادة بيع البضائع التالفة في عبوات جديدة".
مضى قائلاً: "ينفي التقرير حق دولة إسرائيل في الوجود كدولة قومية للشعب اليهودي. صُممت لغته المتطرفة وتشويه السياق التاريخي لإضفاء الشيطنة على إسرائيل وصب الوقود على نار معاداة السامية".
فيما أردف: "يُفضَّل عدم نشر هذا التقرير على الإطلاق، لأنه لا يحترم أولئك الذين يقدرون حقاً حقوقَ الإنسان ويحاولون إبرازها".
"سكب الزيت على النار"
من جهته، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، منظمة العفو الدولية.
إذ قال لابيد، في البيان ذاته: "في يوم من الأيام، كانت (أمنستي) منظمة محترمة، نحترمها جميعاً. اليوم، الأمر عكس ذلك تماماً. إنها ليست منظمة لحقوق الإنسان، ولكنها مجرد منظمة راديكالية أخرى تردد صدى الدعاية دون دراسة جدية".
في حين واصل وزير الخارجية الإسرائيلي قائلاً: "وبدلاً من البحث عن الحقائق، فإن منظمة العفو الدولية تقتبس من الأكاذيب التي تنشرها المنظمات الإرهابية"، مستطرداً: "اللغة المتطرفة وتشويه السياق التاريخي في التقرير، كلاهما كان مصمماً لشيطنة إسرائيل وسكب الزيت على نار معاداة السامية"، وفق زعمه.
كانت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية، ومنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، قد قالتا في تقريرين منفصلين خلال العام الماضي، إن إسرائيل ترتكب جرائم فصل عنصري.
فقد قالت هيومن رايتس ووتش، في شهر أبريل/نيسان 2021، إن السلطات الإسرائيلية ترتكب جريمتين ضد الإنسانية، متمثلتين في الفصل العنصري والاضطهاد.
قبل ذلك وفي يناير/كانون الثاني 2021، أطلق المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، على إسرائيل وصف "دولة فصل عنصري (أبارتهايد)".
يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تحقق فعلياً في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. وبعد الحرب ضد غزة في العام الماضي، شكّل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة تحقيق مستقلة؛ لتقصي الحقائق حول الانتهاكات في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، ومن ضمنها "التمييز الممنهج والاضطهاد استناداً إلى الهوية الوطنية أو العرقية أو الإثنية أو الدينية".